شهد العالم العربي مع مطلع القرن الثامن عشر ثورات تحررية منها ما
اكتسى طابع السلمية والآخر تحلى بالطابع العسكري ضد المستعمر الجاثم على الصدور
أنذك ، بيد أن الأشد إلاما للمواطن العربي المطحون هو السقرة الممنهجة التي تعرضت
لها ثوراته الميمونة التي بذل فيها الغالي والنفيس ، بدأ بمصر وآنتها بالجزائر، وكأن المواطن
العربي الذي شهد له التاريخ الماضي والقريب بعنفوانه وتفانيه في حبه لوطنيه أن يعيش بين حسرة على ماضيه الذهبي الفريد بما
فيه من أفراح واتراح وحاضريه الذي تتلاعب به مجموعات من العساكر تحكمه باللظى
والحديد مستأثرة بجميع مقدراته الاقتصادية دون أدنى مراعات للمصلحة العامة ، وليست موريتانيا إلا واحدة من هذه الدول التي
أصابها ما أصاب شقيقاتها من العقم وعدم القدرة على إنجاب أبناء برر قادرين على
تحقيق آمال وطموحات الشعب المفقر على الرغم من غنا أرضيه وبحاره ، ولعل
موضوع الانتخابات البرلمانية الماضية والرئاسية التي قاطعتها الأحزاب السياسية
المعارضة ، الشيء الذي كان لابد ان يحتم على العسكري المنقلب على النظام المدني
المنتخب الأول في موريتانيا ، فلا شيء يرجى إذا من مغتصب السلطة حتى ولو أجرى
الكثير من المسرحيات الهزيلة.
فشلنا وضاعت آمالنا واحلامنا الكبيرة بأوطان نأمن فيها ونملك فيها زمام
أمورينا لا بيد زمرة العساكر المارقين
السلام عليكم
0 التعليقات:
إرسال تعليق