تعديل

‏إظهار الرسائل ذات التسميات قضايا إسلامية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قضايا إسلامية. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 5 نوفمبر 2017

ما هي أحكام السهو؟



السهو لغة الغفلة والذهول عن الشيء، وأما في الشريعة الإسلامية، فهو الذهول عن الصلاة وبالتالي حدوث زيادة أو نقصان أو شك بالقيام بأحد أركانها أو واجباتها أو ركعاتها.
فإن شك الشخص بكمال صلاته؛ بزيادة أو نقصان في أركانها أو واجباتها أو ركعاتها ، فعليه أن يتحرى الصواب فيما فعل، وإن لم يذكر بنى فعله على اليقين، وهو اعتبار أنه لم يفعله، ثم يسجد سجدتين بنية سجود السهو عند الانتهاء من صلاته لجبر الخلل الذي حصل في صلاته.
 أما عن أحكام السهو في الصلاة فهي كالآتي:
 قد قلنا أن من يسهو في صلاته فعليه سجدتان في آخر الصلاة بنية سجود السهو، وإن هاتان السجدتان هما سنة مؤكدة وليس فرضا، ويعتبر واجبا لسد الخلل في الصلاة.
والأصل أن الشخص إذا سهى عن صلاته وشك فيها في الركعتين الأوليتين أو في فرض المغرب ذو الثلاث ركعات فعليه الإعادة وليس سجود السهو.
ويسجد سجود السهو في حال الزيادة بالقيام أو القعود أو الركوع أو السجود. وعليه إن أدرك فعله بالزيادة أثناء القيام به، وجب عليه أن لا يكمل، وأن يسجد سجود السهو في آخر الصلاة.
ويسجد سجود السهو عند الشك بالقيام بأحد أمور الصلاة أو حتى عدد الركعات، فمثلاً في صلاة الفريضة ذات الأربع ركعات، إذا لم يذكر إذا صلى ثلاث أو أربع ركعات، فعليه أن يبني على اليقين وهو أن يعتبر أنه لم يصل إلا ثلاث ركعات ويتمم الركعة الرابعة ثم يسجد للسهو في آخر الصلاة.
وقد جاء في صحيح مسلم- كتاب المساجد ومواضع الصلاة- باب السهو في الصلاة والسجود له: 888 [ ص: 400 ] 571 "وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا موسى بن داود حدثنا سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثاً أم أربعاً فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم فإن كان صلى خمساً شفعن له صلاته وإن كان صلى إتماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثني عمي عبد الله حدثني داود بن قيس عن زيد بن أسلم بهذا الإسناد وفي معناه قال يسجد سجدتين قبل السلام كما قال سليمان بن بلال" كما يسجد سجود السهو عند حدوث نقص في صلاته، والنقص يكون إما في أركان الصلاة (تكبيرة الإحرام، قراءة الفاتحة مع كل ركعة، الركوع، السجود، التشهد الأخير، الصلاة على النبي، الجلوس بين السجدتين) أو في واجبات الصلاة (جميع التكبيرات ما عدا تكبيرة الإحرام، قول سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، التسبيح في الركوع، التسبيح في السجود، التشهد الأول)، وأما إذا نسي القيام بأحد أركان الصلاة ولم يصل في الركعة الثانية لنفس الركن، وجب عليه إكمال ما نسي وأن يكمل من موضع النسيان مرة أخرى. وأما إذا وصل لنفس الركن الذي نسي القيام به في الركعة الثانية، تلغى الركعة التي نسي فيها الركن، وتقوم الركعة التي بعدها مقامها ويكمل الصلاة ثم يسجد للسهو، وأما إذا نسي القيام بأحد واجبات الصلاة ولم يصل في الركعة الثانية لنفس الركن، وجب عليه إكمال ما نسي وأن يكمل من موضع النسيان مرة أخرى، وأما إذا وصل لنفس الواجب الذي نسي القيام به في الركعة الثانية، فيكمل صلاته ولا يرجع إليه، ويسجد سجود السهو في نهاية الصلاة. ويكون سجود السهو بسجدتين عند الانتهاء من الصلاة وقبل التسليم في حال الشك وترجيح اليقين، أو نقصان فعل من واجبات الصلاة.
ويكون بعد الإنتهاء من الصلاة والتسليم بتكبير وسجدتين وتسليم في باقي الحالات التي يجب بها سجود السهو.


ما هي أحكام الصلاة



الصلاة هي عماد الدين، وركن من أركان الإسلام وقوامه، وأول ما يحاسب عنه العبد، ومن أهم العبادات التي يتوجب أن يؤديها الإنسان على أكمل وجه، فان صلحت صلاته صلح سائر عمله، ويتوجب في الصلاة أن تبنى على السريرة الصالحة.  
وهنالك أمور ينبغي أن تخذ بعين الاعتبار، فالأمر لا يتوقف فقط على لوضوء والركوع والسجود، بل هنالك شروط وأحكام وأركان وواجبات ودعاء استفتاح الصلاة، كما يوجد مكروهات ومبطلات وسنن للصلاة ، فالصلاة نور لصاحبها، والصلاة للصلاة كفارة لما بينهما، كما أن الصلاة سبب لدخول الجنة بكثرة السجود والاستعانة بالله.
ويشترط للشروع بالصلاة أن يكون العبد مسلماً بالغاً عاقلاً ومدركاً لما يقوله في صلاته، وان أقدم إنسان على الصلاة فعليه أن يتطهر من الحدث الأكبر بالاغتسال، أو يتطهر من الحدث الأكبر بالوضوء، وهو ركن لا تقوم الصلاة إلا به، وهو سبب لمغفرة الذنوب، فإسباغ الوضوء على المكاره لما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأداء الصلاة على وقتها، تغسل الخطايا غسلا، وتكون الطهارة من ما لحق بالبدن أو لحق بالثوب من نجاسة، أو إذا لحقت في المكان الذي يجلس به.
 كما إن أحد الأحكام المهمة للصلاة في الصلاة هو دخول وقت الصلاة والمقصود به انتظار الصلاة وأداءها بوقتها، ولا يصح أن يهملها حتى ينتهي وقتها، أو يتركها متعمدا، حيث قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا)، أي أن الشروع في الصلاة يكون بأوقات محددة و لا يجوز التأخر في أدائها، ويحرم الصلاة في أوقات منها:
بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس، وكذلك الأمر بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس، ما لم يكن هنالك فريضة مؤجلة فيؤديها.
ومن أحكام الصلاة أيضاً استقبال القبلة، وهي باتجاه الكعبة المشرفة، وقد سميت قبلة لإقبال الناس عليها، وهي باتجاه الكعبة المشرفة، كما أن النية شرط من شروط الصلاة، والمعنى المراد من النية هو توجيه القلب والجوارح باستحضار البدء بالصلاة، وكذلك الأمر بالنسبة لتكبيرة الإحرام، وهي ركن أخر للشروع في الصلاة .
ويوجد العديد من الأمور التي تبطل الصلاة، وتخل بشروطها وأحكامها، ومن هذه الأمور كشف العورة، وبطلان الوضوء، وقطع النية، أو تعمد ترك ركن واجب من أركان الصلاة، أو افتعال ما يبطل الصلاة كالضحك والقهقهة أو كالمشي وكثرة الحركة ، او زيادة ركعة تعمداً أو الأكل أو الشرب أو غيرها من مخلات ومبطلات الصلاة.
 ويتوجب على العبد المؤمن أن يلتزم بأداء الصلاة على وقتها، فأهي ول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة ، فإن صلحت ، تحققت له السعادة في الدنيا والآخرة.


الأحد، 10 سبتمبر 2017

''الإنتربول'' يشطب وجدي غنيم والقرضاوي من قائمة المطلوبين

رفعت الشرطة الدولية "الإنتربول"، اسمي وجدي غنيم والشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من قوائم المطلوبين، إضافة إلى مطلوبين آخرين.

وقالت "المنظمة العربية لحقوق الإنسان"، ومقرها بريطانيا، إن اسم القرضاوي في موقع "الإنتربول" أزيل من فئة الشارة الحمراء.

وبحسب المنظمة، فإن جميع المصريين المدرجين على اللائحة بناء على طلب سلطات الانقلاب، تم تدمير ملفاتهم بعد تفهم الوضع الحالي في مصر، باستثناء معارض واحد.


وأضافت المنظمة: أن "منظمة الإنتربول كانت قد نشرت اسم يوسف القرضاو على موقعها كمطلوب بتهم السلب والنهب والحرق والقتل وجميعها تهم تبين أنها ملفقة كونها حدثت وهو خارج الدولة المصرية وكذلك عدم معقوليتها فهي لا تتناسب مع سيرته وعمره".

بدوره، رحب رئيس المنظمة محمد جميل برفع اسم القرضاوي وآخرين من "الإنتربول"، قائلا إن "ما جرى يعتبر هزيمة للنظام المصري الذي أمعن في قتل المصريين وعمليات الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، وانتزاع الاعترافات تحت التعذيب لتقديم أصحابها للمحاكم وطلب شارات حمراء من منظمة الإنتربول الدولي في استخدام رخيص لمنظمة محترمة لها أهداف سامية في مكافحة الجريمة على مستوى لعالم".

الأحد، 13 أغسطس 2017

تعرف على فضائل «إسباغ الوضوء»

 
قال الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث، الداعية الإسلامي، إنه فيما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أن الوضوء والصلاة بعده لها فضل عظيم، يتمثل في مغفرة الذنوب.

واستشهد «عبد الباعث»، خلال تقديمه لبرنامج «قراءات في كتب السُنة»، بما ورد بالسند المتصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج قال، حدثنا كُتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وزُهير بن حرب واللفظ لكُتيبة وأبي بكر، قالوا حدثنا وكيع عن سُفيان عن أبي النضر عن أبي أنس، أن عُثمان توضأ بالمقاعد، فقال ألا أريكم وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم توضأ ثلاثًا ثلاثًا، منوهًا بأن المقاعد جمع مقعد، والمقصود بها ما يُعرف بالدكاكين، ولا تُطلق بمعنى المحلات، ولكنها بمعنى المقاعد أي المصاطب، التي كانوا يجلسون عليها وكانت قرب المسجد.

وتابع: وقَالَ عُثْمَانُ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ انْصِرَافِنَا مِنْ صَلَاتِنَا هَذِهِ (قَالَ مِسْعَرٌ: أُرَاهَا الْعَصْرَ) فَقَالَ: « مَا أَدْرِي أُحَدِّثُكُمْ بِشَيْءٍ أَوْ أَسْكُتُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَ خَيْرًا فَحَدِّثْنَا وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَطَهَّرُ فَيُتِمُّ الطُّهُورَ الَّذِي كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَاتٍ لِمَا بَيْنَهَا».

وأوضح أن إتمام الوضوء معناه اسباغه، والقيام به على وجه من الوجوه التي يكتمل بها الفعل كما كتبه الله تعالى ، مستدلًا بما روي أنه حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ ، قَالَ : تَوَضَّأَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يَوْمًا ، وُضُوءًا حَسَنًا ، ثُمَّ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ قَالَ : «مَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ ، لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ ، غُفِرَ لَهُ مَا خَلَا مِنْ ذَنْبِهِ»، أي ما مضى من ذنبه.

كما دلل بما جاء عن أَبي الطَّاهِرِ ، وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَا : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، أَنَّ الْحُكَيْمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيّ حَدَّثَهُ ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَاهُ ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُمَا ، عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : « مَنْ تَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ ، فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ ، فَصَلَّاهَا مَعَ النَّاسِ ، أَوْ مَعَ الْجَمَاعَةِ ، أَوْ فِي الْمَسْجِدِ ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ».
 

السبت، 12 أغسطس 2017

فضائل الأعمال الصالحة


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:

فإنه ينبغي للمؤمن أن يكثر من الأعمال الصالحة، فإن العمر قصير والأجل قريب، وابن آدم لا يدري متى يُفَاجِئُهُ الأجل، قال تعالى: ﴿ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف: 8]. وقال تعالى ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ﴾ [التوبة: 105]. وقال تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ [هود: 114].

ومن فضائل الأعمال الصالحة:
الحياة الطيبة في الدنيا والفوز بالآخرة، قال تعالى ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]. وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ﴾ [البروج: 11].

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ، مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، فَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة: 17][1].

ومنها ذهاب الخوف والحزن عنهم: ولو علم كثير من الناس ممن يعانون من الهمِّ، والقلق، والاكتئاب، والمشكلات الأسرية، ما للأعمال الصالحة من انشراح الصدر، ونعيم القلب لاستغنوا عن المستشفيات والعيادات النفسية، ولصلح حالهم واستقام أمرهم.

ومنها محبة الله تعالى لهم، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ [مريم: 96]. أي محبةً ومودةً في قلوب عباده، روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ »[2].

ومنها الدرجات والمنازل العالية في الجنة، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى ﴾ [طه: 75]. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ، كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ أَوِ الْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ؟ قَالَ: «بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ»[3].

ومنها رضوان الله تعالى، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾ [البينة: 6، 7]. وقال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 72].

ومنها سعة الرزق في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [الحج: 50]، وقال تعالى: ﴿ رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا [الطلاق: 11]. روى مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ الْكَافِرَ إِذَا عَمِلَ حَسَنَةً أُطْعِمَ بِهَا طُعْمَةً مِنَ الدُّنْيَا، وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَإِنَّ اللَّهَ يَدَّخِرُ لَهُ حَسَنَاتِهِ فِي الْآخِرَةِ، وَيُعْقِبُهُ رِزْقًا فِي الدُّنْيَا عَلَى طَاعَتِهِ»[4].

ومنها تكفير السيئات، وإصلاح البال، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴾ [محمد: 2]. أي يصلح شأنهم وحالهم مع أولادهم، وزوجاتهم، وفي أرزاقهم، وفي شئونهم كلها.

ومنها إعطاؤهم الأجر تاماً ومضاعفته، قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ [النساء: 173]. وقال تعالى: ﴿ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾[طه: 12].وقال تعالى: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [الأنعام: 160].

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «قَالَ اللَّهُ: إِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ حَسَنَةً مَا لَمْ يَعْمَلْ، فَإِذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَإِذَا تَحَدَّثَ بِأَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَأَنَا أَغْفِرُهَا لَهُ مَا لَمْ يَعْمَلْهَا، فَإِذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِمِثْلِهَا »[5].

ومنها الدخول في رحمة الله، والفوز بذلك، قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ [الجاثية: 30].

ومنها الخروج من الظلمات إلى النور، قال تعالى: ﴿ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا ﴾ [الطلاق: 11].

ومنها الاستخلاف والتمكين في الأرض، قال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور: 55].

ومنها الأجر الكبير والحسن غير المنقطع، قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9]. وقال تعالى: ﴿ قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ﴾ [الكهف: 2]. وقال تعالى: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾ [التين: 6].

ومنها زيادة الله تعالى لهم من فضله، وهدايته لهم، قال تعالى: ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ [الروم: 45]. وقال تعالى: ﴿ وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ﴾ [الشورى: 26]. وقال تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [يونس: 9]. أي يزيدهم هداية، وتوفيقاً وأجراً في الدنيا والآخرة بما أعد لهم من الكرامة والنعيم[6].

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


[1] برقم 3244 وصحيح مسلم برقم 2824.
[2] برقم 3208 وصحيح مسلم برقم 2637.
[3] برقم 3256 وصحيح مسلم برقم 2831.
[4] برقم 2808.
[5] صحيح مسلم برقم 129 وقد خرج البخاري الجزء الأول منه برقم 42.
[6] انظر: رسالة صغيرة لأخينا د. صالح الصياح بعنوان المبشرات لمن يعمل الصالحات.


Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More