تعديل

‏إظهار الرسائل ذات التسميات ثقافة ومجتمع. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ثقافة ومجتمع. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 6 فبراير 2018

نجمة The Voice خولة مجاهد تطلق أغنية عالمية جديدة بعنوان ”تورن ”

أصدرت الفنانة المغربية خولة مجاهد نجمة برنامج  (The Voice)   جديدها الفني والدي تعاملت من خلاله مع المخرج الألماني العراقي "نوزاد شيخاني" لتكون صوت فيلمه العالمي الجديد "تورن" من خلال غناء أغنية الفيلم الرسمية

وتنضاف هذه الأغنية  إلى سلسلة من الأعمال التي بصمت من خلالها خولة مجاهد عن أداء رائع وإحساس كبير استطاعت من خلاله تحقيق نجاح كبير يقودها إلى العالمية.  

وقد صرح المخرج الكبير "نوزاد شيخاني" أن اختيار خولة مجاهد لم يأت من فراغ، وإنما عن  قناعة تامة بأن روحية الأداء التي تتميز بها هذه الفنانة وموهبتها الغنائية وشهرتها خصوصا في الأغاني الإنكليزية، تجعل منها فنانة قادرة على ترجمة روحية العمل على أفضل وجه وإيصال الرسائل الهادفة بصوتها المعبر إلى اكبر شريحة من الجمهور. ناهيك عن تألقها والسمعة الكبيرة التي اكتسبتها في البرنامج الشهير (The Voice) وتواجدها مع القيصر كاظم الساهر الذي أشرف على تدريبها طيلة فترة البرنامج، حيث اكتسبت الكثير من الخبرة في مجال الغناء والموسيقى.

ويتحدث الفيلم عن الإنسانية وعن قصة الشعب الإيزيدي الوريث التراثي لحضارة وادي الرافدين الذي نال الويلات وارتكبت ضده العشرات من حملات الإبادة الجماعية لطمس هويته المتحدرة في أعماق التاريخ.

الأغنية من كلمات فينيس الحاكم وألحان المنتج الموسيقى المغربي عبد الإله عراف (بيتهوفن) وقد ثم تصوير فيديو كليب الأغنية في مدينة أغادير المغربية لما تزخر به من مناظر طبيعية خلابة امتزجت بحرفية كبيرة في الإخراج و تقنيات عالية في التصوير جعلت منه فيديو كليب احترافي عالمي .

 ومن المنتظر أن  تؤدي خولة مجاهد أغنية الفيلم قبل عرضه أمام الحضور وضيوف اكبر المهرجانات العالمية التي من المنتظر أن يشارك فيها فيلم "تورن" 


شاهد الفيديو

الأحد، 3 سبتمبر 2017

وفاة الناقد والروائي التونسي محمد الباردي عن 70 عاما

نعت وزارة الشؤون الثقافية التونسية الناقد والروائي محمد الباردي الذي توفي يوم الخميس عن 70 عاما.
 
وقالت الوزارة في بيان إن الباردي "كان غزير الإنتاج وأغلب رواياته تسبح في أجواء مدينة قابس التي عاش فيها ولم يتخل عنها".
 
وأضاف البيان "منحته (قابس) كل الذكريات الجميلة التي عبر عنها في رواياته".
 
ولد الباردي عام 1947 في محافظة قابس بالجنوب التونسي وحصل على الإجازة في اللغة والآداب العربية عام 1970 ثم شهادة الكفاءة في البحث عام 1972 وبعدها شهادة التعمق في البحث عام 1983 قبل أن ينال درجة الدكتوراه.
 
بدأ مسيرته الأدبية بكتابة القصة القصيرة قبل أن ينشر روايته الأولى (مدينة الشموس الدافئة) عام 1980.
 
وتوالت أعماله الأدبية لتشمل روايات (الملاح والسفينة) و(قمح أفريقيا) و(على نار هادئة) و(جارتي تسحب ستارتها) و(حوش خريف) و(حنة) و(تقرير إلى عزيز) و(مريم).
 
كما أصدر العديد من المؤلفات بمجال النقد والبحث الأكاديمي منها (شخص المثقف في الرواية العربية المعاصرة) و(حنا مينه كاتب الكفاح والفرح) و(عندما تتكلم الذات) و(السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث) و(تأملات في الرواية التونسية).
 
توج بجائزة الكومار الذهبي للرواية العربية عن رواية (كرنفال) عام 2005 وعن رواية (ديوان المواجع) عام 2014. وأسس (مركز الرواية العربية بقابس) عام 1992.

تاريخ الطب البديل في المغرب

كثر الحديث عن الطب البديل في وسائل الإعلام المكتوبة و السمعية و البصرية، غير أنه للأسف الشديد، في أغلب الأحيان، يشوه بتقديم مفهوم خاطئ و انطباع مغلوط عن هذا الطب إلى الناس.
فقد أصبح الطب البديل يساوي عندنا مصدر تسمم بالجملة، بل هناك من وصفه بالكارثة، واختزل في فن العطارة، و شنت حرب على رواد هذا النوع من الطب L’ Herboristerie “” “تعشابت”
و أن الهدف من ممارسة هذا النوع من الطب هو ربح المال بالدرجة الأولى.
إن اختزال الطب البديل في فن العطارة “تعشابت” هو خطأ كبير، ففن العطارة “تعشابت” لا تشكل بتاتا فرعا من فروع الطب البديل، فهناك فرق شاسع بين L’Herboristerie et la Phytothérapie.
فالفيتوتيرابي هي الفرع الذي يتعلق بالتداوي بالأعشاب الطبية في الطب البديل، بمعنى أن العشاب ليس اختصاصيا في الطب البديل.
كما أن الطب البديل لا يعتمد على التداوي بالأعشاب وحدها بل على العديد من التخصصات كالتداوي بالزيوت العطرية، الحجامة، الوخز بالإبر، الكي، الضغط بالأصابع، و التدليك و غيرها من التخصصات…
تعترف الدول المتقدمة بهذا النوع من الطب، و قننته، و أصبح طبا معتمدا في كندا، و ألمانيا، و الولايات المتحدة، بل دخل في نظام التغطية الصحية، نصفه نحن بالكارثة كأننا نجهل معناه و اختصاصاته…
في هذا الجزء سنناقش موضوع الطب البديل من الجانب التاريخ للمغرب و كيف صنفه الأجانب و اعتبروه كارثة يسيء للطب و يسيء لنا كمغاربة.
الحجامة
تعتبر أقدم طرق العلاج التي مارسها المغاربة بدائيا وعادت بقوة إلى الحياة، و في عدد من المذكرات التي كتبها أصحابها عن رحلاتهم إلى المغرب خلال مائتي سنة الأخيرة، كتب بعضهم بكثير من السخرية عن عملية الحجامة وقالوا إنها طريقة غاية في البدائية، وسخروا من الذين كانوا يمارسونها في الأسواق الأسبوعية بانتظام والذين كان المغاربة عموما يعتبرونهم «أطباء» لأنهم كانوا يخلصونهم من آلام كثيرة باستعمال عملية الحجامة التي كانت تتم بطريقة مختلفة عن الطريقة التي تتم بها اليوم.
المثير بهذا الخصوص أن الحجامة لم تكن معروفة في الأوساط الأوربية، لكنها تبقى طريقة عتيقة في التخلص من الدم الفاسد الذي يكون في العادة سببا في الكثير من الأمراض والمضاعفات الصحية الخطيرة التي لم يكن المغاربة يملكون أي دواء لعلاجها.
بعكس الأوروبيين الذين كانوا متقدمين في ذلك الوقت طبيا، لذلك كانوا ينظرون إلى الحجامة على أنها طريقة بدائية يقوم بها المغاربة فقط لأنهم لم يكونوا يتوفرون على أدوية لعلاج الأمراض التي تتربص بهم.
الأطباء الأجانب الذين زاروا المغرب منذ 1860 وصولا إلى مرحلة الحماية، لم يحاولوا فهم سر الحجامة ولا فعاليتها، وحكموا عليها من البداية بأنها طريقة بدائية ومحلية لا تقدم أي علاج للأمراض التي يحملون هم أدويتها في جرابهم.
والحقيقة أن الحجامة تعود إلى فترة ازدهار الطب الإسلامي، وكتبت عنها مؤلفات كثيرة لأطباء كان لهم دور كبير في تأسيس علوم الطب التي تُدرس في الجامعات الأوربية والأمريكية أيضا، ولم يدرك زوار المغرب هذا الأمر في حينه، لذلك كانت مذكرات الكثيرين منهم تسخر بحدّة من الطريقة التي كان يمارس بها المغاربة الحجامة في الأسواق الأسبوعية، نظرا لغياب المستشفيات أو العيادات الطبية التي يمكن أن تُقدم فيها هذه الخدمات.
جاء في عدد من المراجع، وحتى في الروايات الشفهية التي جمعها بعض طلبة شعبة التاريخ في إطار البحوث التاريخية للتخرج، بخصوص الطب الشعبي في المغرب خلال القرن 18 و19، أن أجدادنا كانوا يستغلون الأسواق الأسبوعية باعتبارها تجمعات منتظمة لكل الفئات الاجتماعية في المغرب، ليضربوا موعدا أسبوعيا مع المرضى للتداوي بطريقة الحجامة التي كان الناس يعتقدون يقينا أنها تشفي كل الأمراض الباطنية مهما كانت خطورتها.
كانت العملية تتم باستعمال أنبوبين معدنيين يستعملهما «الحجام»، وهو الاسم الذي يطلق على الشخص الذي يشرف على عملية الحجامة، ويثبتهما خلف رأس المريض، ليتصلا بالأواني الزجاجية الشبيهة بالكؤوس، والتي يجتمع فيها الدم الفاسد الذي يتم مصه خارج فروة الرأس الحليق أو نقط محددة من ظهر المريض، وهكذا يخلصه «الحجام» من كميات الدم الفاسد في جسمه.
كيف تعاطى أصحاب الطب البديل مع أشهر حالة تسمم في تاريخ المغرب
يقول لاورنس في مذكراته وهو يصف حالة أحد المرضى اليهود: “بمجرد وصول المولى عبد الحفيظ إلى السلطة، قام بوضع حد للمجازر التي يعرفها الملاح. لكنني ما إن قمت بجولة في الشوارع القذرة، حتى رأيت أدلة على ما وقع هناك في كل الجهات، المشاهد المروعة تتكرر أمام كل بيت. وتلقيت ترحابا كبيرا وكرما في الضيافة من تلك الأسر الفقيرة.
في مكان قصي، كان هناك رجل مسنّ معذب ممدد على الحصير. هل أحضر له طبيبا؟ إنه مستعد لإعطاء كل ما يملك إن استطعت أن أخفف خوفه من سكين كبير اخترق بطنه.
الطبيب الوحيد المتوفر إسباني، ورفض أن يدخل الملاح، لأنه كان ينوي أن يعوض الدكتور الإنجليزي في البلاط، وزيارة حي متدهور كالملاح يمكن أن تعرقل العملية”.
هذا المقطع لوحده، كاف لإعطاء صورة عن الحاجة الماسة إلى طبيب عصري في المجتمع المغربي بعد أن بدأ اليأس يدب في نفوس المغاربة من الطب البديل الذي كانت نتائجه غير مضمونة.
أما بخصوص الزيوت المسمومة، فقد كان الأمر يتعلق بزيت تستعمل في محركات الطائرات، كانت قد تسربت في ظروف غامضة إلى السوق الاستهلاكية في أول سنة لحصول المغرب على الاستقلال، أي سنة 1956، وقام بعض الذين حصلوا على تلك الزيوت بمزجها بزيت الطعام التي تباع في الأسواق طلبا للربح السريع وغير المشروع، وهكذا تعرض المواطنون الذين استهلكوا تلك الزيوت لتسمم حاد بقيت أعراضه ترافق الأحياء منهم إلى اليوم.
شرعت العائلات في غلي الأعشاب في الماء ومنها للمرضى عل الألم يفارق أمعاءهم، ولم يفلح الأطباء أيضا في معرفة سبب المرض الخطير الذي انتشر بين الناس بسرعة ولم يدركوا أن الأمر يتعلق بالزيت المستعملة في الطبخ والتي كانت ممزوجة بزيت الطائرات، وبقي الطب البديل والشعبي عاجزا عن شفاء المرضى الذين تعبوا من غلي الأعشاب في الماء، إلى أن لاحظ أحد الأطباء أن الزيت التي يستعملها سكان المنطقة، مكناس والنواحي، تبدو مختلفة اللون، وقام بتحليلها في المختبر ليكتشف أنها تحتوي على نسبة من زيت محركات الطائرات، وهكذا تم تشخيص سبب التسمم ويسدل الستار على القضية باعتقال المتورطين في مزج زيت الطعام بزيت المحركات.
هذه القصة كانت مثالا كبيرا وقتها على حاجة المغاربة إلى طب حديث، في وقت كانت فيه المستشفيات في طور التأسيس، وكان الناس وقتها لم يستأنسوا بعد بالطب الحديث، حيث أن التداوي بالأعشاب والمراهم الطبيعية، أكثر شعبية من أدوية الأطباء.
قصة مثيرة لطبيب رأى كيف كان أجدادنا يخيطون الجروح الغائرة بإبرة صدئة
عندما زار أحد أشهر الأطباء الإنجليز المغرب في 1886، كان أول ما دونه في مذكراته الموجودة اليوم في أرشيف جامعة كاليفورنيا، حول ما أثار اهتمامه من وضعية الطب. حتى أنه تحسر في مقدمة كتابه وقال إن الزمن يدور دورته ليرى العالم كيف أن العرب والمسلمين، الذين كانوا متفوقين في الطب وأسسوا لبعض فروعه، يعيشون الآن تخلفا كبيرا ويعاني مواطنوهم من أمراض مزمنة لا يستطيعون علاجها.
وبحسب المراجع التاريخية الكثيرة التي تؤرخ للوضعية الاجتماعية والاقتصادية للمغاربة في تلك الفترة، أي قبل القرن 19 وما بعده بقليل، فإن ما خطه هذا الطبيب يبدو مطابقا للواقع وربما قد يكون قد قصّر في وصف واقع الحال كما هو، إذ إن بعض المؤلفات، خصوصا منها التي ألفتها النساء، ترسم واقعا قاتما وأكثر سوادا، لمعاناة المغاربة الأولين مع الأمراض العادية والمزمنة.
الطبيب الإنجليزي، باعتباره متخصصا رغم أنه لم يأت إلى المغرب في إطار مجال عمله، وإنما كان في مهمة عسكرية، بحكم أنه كان مجندا في المستعمرات الإفريقية، وكان فقط في طريق عودته إلى بلده الأصلي عبر شمال إفريقيا، فقرر أن يبقى لفترة قصيرة في المغرب وجد نفسه خلالها مجبرا على الكتابة من أجل مشروع مذكراته الذي لم ير النور إلا بعد وفاته بسنوات.
يقول في إحدى الصفحات التي يصف فيها واقع الطب في المغرب خلال سنة 1886: ” في الطريق إلى العرائش، كانت هناك ممرات غابوية كثيرة. في المرة الأولى التي كنت أتجه فيها شمالا فوق صهوة الحصان مرفوقا بعدد من المسافرين الذين كانوا يقصدون الشمال للعودة إلى أوروبا، رأيت مجموعة من الناس متجمعين حول الأرض وكأنهم يتفقدون شيئا ما، وكانوا يصرخون وبدا واضحا أنهم متوترون، عندما اقتربنا منهم، تحدث معهم اثنان من المغاربة الذين كانوا يعملون مرشدين لنا، وقالوا لنا إنهم يتجمعون حول أحد أقاربهم، والذي تعرض لطلقة بندقية من بعيد على يد مجهولين، وأنه الآن ينزف بشدة، حاولت الاقتراب لرؤية الطريقة التي كانوا يحاولون بها إيقاف النزيف من منطقة إبطه، كانوا يضعون مناديل لم تكن نظيفة، ولم يقوموا بتنظيف الجرح، أضرم أحدهم النار وقامت بعض النسوة بغلي بعض الأعشاب وقدموها له، بينما كان واحد منهم يراقب المنديل حتى إذا ابتل بالدم، قام باستبداله بآخر أكثر اتساخا، عرضت عليهم مساعدة، وقمت بتنظيف الجرح بعدة الأدوية التي لا تفارقني، وبقوا ينظرون إلي وأنا أزيل البارود. عندما رأى أحد الرجال المسنين الجرح غائرا، دفعني بقوة وأحضر إبرة وخيطا عاديا، كانت إبرة سميكة وضخمة أمسكها بأصابعه المتسخة، ومررها من النار التي أضرمتها المرأة لتغلي فوقها الأعشاب، إلى أن احمرّت، وغمسها في الماء البارد وشرع في عملية خياطة الجرح بعد أن نظفته، كان المريض يتألم بشدة، ويعض شفتيه ويتصبب عرقا، وسرعان ما دخل في غيبوبة، توقعت أن ينجو لأن الرجل المسن قام بخياطة الجرح وكأنه يخيط قطعة ثوب، لكن المناديل المتسخة التي كانوا يضعونها فوق جرحه قبل تنظيفه، كانت لتودي بحياته لأنها كانت تمتص كمية كبيرة من الدم، أما الأعشاب التي قاموا بغليها في قدر، فالمرجح أنها قد تكون نافعة لعلاج مغص في الأمعاء أو الإسهال”.
في بعض المقاطع الأخرى من مذكراته قارن بين الطب في المغرب وقتها وبين ما كانت تقوم به بعض القبائل في المستعمرات الإفريقية التي زارها، وكتب فقرة مفادها أن واقع الطب في المغرب كان أفضل بكثير، مما كانت تعيشه القبائل البدائية، خصوصا في ما يتعلق بالأعشاب واستعمال بعض النباتات في شفاء أمراض كثيرة. لكنه أكد أن تلك الحلول لم تكن لتصمد أمام الأمراض المزمنة والعدوى القاتلة التي كانت تحصد آلاف الأرواح في أيام قليلة.
قصة طريفة لصحافي جاهل بالطب اضطر لتوزيع الأدوية على القرويين
هذا الصحافي هو لاورنس هاريس، والذي كان في رحلته شمالا بعد أن كان عائدا من فاس إلى طنجة ليلتحق بجريدته بعد أن أنهى مهمته في المغرب والتي كانت تتمثل في إنجاز حوار صحافي لصالح جريدة «التايمز» مع المولى عبد الحفيظ الذي كان قد وصل لتوه إلى الحكم.
في رحلة العودة إلى طنجة ومنها إلى بريطانيا، كان هناك مرافق للصحافي، ليرشده إلى طريق العودة وكان اسمه «العربي» وتسبب له في واقعة طريفة حكاها في مذكراته:
“حاول العربي أن يبهر الناس الذين كانوا يستمعون إلى قصصه، ونسج عدة أكاذيب عني وكيف أنني أستطيع شفاء الناس، وكيف اخترته ليكون خادمي لأنه ذكي بشكل خارق، لو أنه يفكر فقط في عاقبة كلامه.
جلسنا للعشاء، أضيئت الغرفة بما تبقى من الشموع، لأننا لم نعد نحتاجها بعد الآن. قام العربي بوضع أزيد من عشرين شمعة في إناء صفيحي، ووضع شموعا أخرى في أرجاء الغرفة. كان منظرا لم يشهده سكان القرية من قبل. ما إن انتهى العشاء حتى تقاطر إلي الناس بسبب ثرثرة العربي بخصوص قدرتي على شفاء الأمراض وعلاجها.
جاءت إلي نساء وأطفال بأمراض حقيقية وأوبئة، ولكي أعالجها جميعا، سيلزمني أن أبقى مستيقظا الليل بأكمله، وأن أتوفر على خبرة طبيب جراح في مستشفى لندن!
الصبيان كانا يستمتعان بالمنظر، يحملان الأوراق دون تمييز ويضعانها على صدر الطاولة، بلغ الأمر ذروته عندما بدأت بدون تدبير، توزيع بعض أدوية السعال، أولئك الذين كانوا متجمهرين بدؤوا في السعال متظاهرين بالمرض ليحصلوا على الدواء أيضا، وهو ما خلق نوعا من الضجيج لم أستطع معه سماع نفسي عند الحديث.
الأطفال والنساء والشيوخ والبنات، الجميع بدأ في السعال بدون مناسبة، رافعين أيديهم كي يحصلوا على دواء السعال، كان مستحيلا أن يحصل الجميع على الدواء، لأنني كنت أملك القليل مما احتجته في الرحلة، لم تكن مهمتي أن أعالجهم، لكن ما العمل!
قبل أن أحاول منعهم، حلّ العربي المشكل بطريقة مبتكرة، من بين الأدوية التي كنت أتوفر عليها، كانت هناك علبة تحتوي على كبسولات للإسهال، وكل كبسولة تحتوي على جرعتين، وبدأ الوغد يوزعها على الناس، ليشربوها بنهم وكأنهم يأكلون الحلويات.
تلك الواقعة جعلتني أعجّل بمغادرة القرية مع أولى ساعات الصباح الباكر، لم أجرؤ على الانتظار لأرى نتيجة ممارستي الطب، عند تمام الثانية والنصف صباحا أيقظت زعيم القرية، والذي كان نائما أمام بابي مباشرة، وأخبرته أنه يتوجب علي أن أبدأ رحلتي فورا، أكد لي أنه من الخطر السفر قبل طلوع الشمس، لكنه وافق على رحيلي في حينها عندما منحته بضع دولارات، كي يرافقني هو واثنين من رجاله إلى أن تطلع الشمس، انطلقنا من القرية في تمام الثالثة والنصف، رفقة ثلاثة رجال ببنادق محشوة، تحركنا ساعات متواصلة في صمت، واتضح لي أن الرفقة المسلحة غير ضرورية، وما هي إلا حيلة من زعيم القرية حتى يبتز مني بعض المال”.
هذه الواقعة بقدر ما تحمل من الطرافة قدرا كبيرا، بقدر ما تقدم صورة لا تتناقض مع ما قدمه الآخرون، بخصوص تأخر الطب في المغرب ومعاناة المغاربة مع النقص الكبير في مجال الأدوية والمراهم الطبية والعقاقير والمستحضرات، وهذا المرافق الذي كان اسمه «العربي» خصص له لاورنس حيزا مهما من مذكراته لأنه كان يحكي له كثيرا من القصص المتعلقة بالحياة العامة في المغرب وكان لاورنس يوظفها كثيرا في صياغة مذكراته. ومن ذكاء «العربي» أنه حاول استغلال الحاجة إلى الدواء، ليخبر الناس أن مرافقه طبيب حتى يضمن مكانا للمبيت ويتمتع بكرم الضيافة الذي كان نادرا أو مستحيلا عندما يكون الضيوف أجانب وأوروبيين، لكن عندما تعلق الأمر بخدمات الطبيب، كان الجميع مستعدين لاستضافته رغم أنه لم يكن يفهم شيئا في الطب.
سارقو الأدوية أثناء أشهر قصف فرنسي للمغرب
عندما قصفت فرنسا مدينة الدار البيضاء سنة 1909، وهو القصف الشهير الذي تحدث عنه العالم أجمع، بحكم أن الضربة العسكرية الفرنسية للمغرب كانت موجعة، ولم يكن عقد الحماية قد وُقّع بعد، كان القصف في الأصل ردا على الاعتداءات التي تعرض لها المستوطنون الفرنسيون في الدار البيضاء على يد السكان الأصليين وسكان القرى القريبة من الدار البيضاء.
فمباشرة بعد مقتل المواطنين الفرنسيين في منازلهم ومحلاتهم التجارية التي أنشؤوها في الدار البيضاء، حتى سارع المغاربة الغاضبون إلى إضرام النيران في المنازل والمحلات وشرعوا في طرد الفرنسيين وبقية الأجانب وإفزاعهم لإجبارهم على مغادرة المدينة، وهو الأمر الذي وجدت فيه فرنسا ذريعة لترد عسكريا وتقصف الدار البيضاء ببواخر حربية كانت تحمل مدفعيات ثقيلة دكّت الدار البيضاء فوق رؤوس المغاربة لتعيد فرنسا إعمارها من جديد وتضاعف عدد الفرنسيين بها.
قبل القصف، أي الفترة التي وقعت فيها الاعتداءات على الفرنسيين، تقول بعض المصادر إن المغاربة الذين هاجموا منازل الفرنسيين، والذين كانوا في الغالب ينتمون إلى عبدة ودكالة وكانوا وقتها من أقوى رجال القبائل المجاورة للدار البيضاء، أخذوا محتويات المنازل معهم وحطموا كل ما لم يستطيعوا أخذه معهم، ومن الأشياء التي قاموا بأخذها، كميات كبيرة من الأدوية التي كان الفرنسيون يجلبونها معهم، وكان بعضهم، بحكم علاقاتهم مع الفرنسيين يعلمون أنها كانت تستعمل لعلاج الزكام والسعال، ومراهم أخرى كانت خاصة بالأمراض الجلدية، وكلها أدوية كان المغاربة يعتقدون أن لها مفعول السحر على حياتهم.
حتى أن أحد الفرنسيين كتب أن المغاربة لم يكونوا يصدقون السرعة الفورية للأدوية الفرنسية وكانوا يعتقدون أن تلك العقاقير تحتوي على أسرار سحرية تجعل الشفاء سريعا، وكانت تلك نقطة قوة عدد من الفرنسيين الذين نجحوا سريعا في استمالة قلوب عدد من المغاربة ليعملوا عندهم.
إذ أن الأدوية التي كان هؤلاء الفرنسيون يقدمونها للناس مجانا، لعلاج أمراض بسيطة كانوا يعانون منها لسنوات طويلة، كان كافيا لشراء المودة معهم وتكسير الجليد الذي كان قائما بين المغاربة وبين كل ما هو أجنبي، خصوصا وأن بعض الفقهاء كانوا قد أصدروا فتاوى تحرم التعامل مع الأوربيين وتصفهم بالغزاة الذين يرمون إلى نشر المسيحية في أوساط المسلمين.
وعلى ذكر نشر المسيحية، فإن الأدوية التي كان يوزعها الرهبان الذين استقروا في المغرب، كان لها دور أيضا في استمالة المغاربة ليتقبلوا وجود الرهبان والكنائس بينهم، خصوصا في الأماكن التي كانت مشهورة بقدرات القبائل فيها على القتال.
قبل أن تقصف فرنسا الدار البيضاء بأيام قليلة، كان أحد الفرنسيين الذين تعرضت منازلهم للنهب على يد الثوار المغاربة، يقف مندهشا أمام خزانة الأدوية التي كان يضعها في غرفة مكتبه، لأنه وجد أن الذين اقتحموا المنزل، لم يسرقوا أي شيء من المقتنيات التي كان يضعها في المنزل، واكتفوا بكسر زجاج خزانة خشبية وأخذ كل محتوياتها التي كانت عبارة عن أدوية متنوعة. لم يكن هؤلاء الناس بطبيعة الحال يعرفون استعمال كل دواء على حدة، لكن السبب الذي جعلهم يأخذونها بعد كسر الزجاج، هو الحاجة الكبيرة إلى الدواء، وإدراكهم الكبير أن المراهم الفرنسية كانت فعالة جدا لعلاج عدد كبير من الأمراض التي يعجز الطب البديل في المغرب وقتها، عن علاجها، خصوصا وأن حالات كثيرة أنقذها أوربيون أمام أنظار المغاربة، من موت محقق بعد معاناة أشهر، كانت الأدوية الأوربية تعالجها في ساعات قليلة فقط، وتجعل المرضى يقومون من فراش المرض، وكأنهم عولجوا بسحر وليس بالدواء.
المرأة التي اقتحمت عالم النساء المغربيات ورأت كيف كنّ يعالجن الأمراض بالأعشاب
زارت السيدة «كاثلين» المغرب في فترة حساسة جدا، وكتبت كتابها «مشاهد من الحياة في المغرب»، والذي لم تقدم أي ترجمة عربية له إلى الآن، وتتوفر نسخة منه في الأرشيف بلغتها الأصلية، أي الإنجليزية، قوة الكتاب تتمثل في أن مؤلفته امرأة استطاعت النفاذ إلى حياة المرأة المغربية وهو الأمر الذي كان مستحيلا بالنسبة للكتاب الكثيرين الذين مروا من المغرب، والذين فشلوا جميعا في تخصيص مقاطع من كتابهم عن المرأة المغربية وما يقع خلف أسوار البيوت المغربية ولم يتعد ما كتبوه بعض الأوصاف القليلة التي استقوها عن طريق التقصي.
تقول السيدة كاثلين إن تجربتها في المغرب كانت فريدة بحكم أنها استطاعت أن تنشئ علاقات صداقة متينة مع بعض النساء المغربيات اللواتي كن يتصرفن أمامها على سجيتهن، ومن الأمور المهمة التي شدت انتباهها، هو إلمام بعض النساء بأمور التداوي بالأعشاب واستعمالها، بعكس ما كان رائجا في أوربا عن كون النساء المغربيات يعشن على هامش الحياة التي يسيطر عليها الرجال.

الثلاثاء، 15 أغسطس 2017

دراسة: البدانة تهدد قلبك وإن كنت لائقا صحيا

حذر دراسة حديثة من أن الأشخاص الذين يعانون من البدانة أو الوزن الزائد قد يكونون عرضة لأمراض القلب أكثر من غيرهم حتى ولو بدا أنهم بصحة جيدة.
وكشفت الدراسة، التي نشرت في دورية "القلب الأوروبية" (European Heart Journal)، عن مزيد من الأدلة التي تثبت عدم صحة مقولة أنه يمكنك أن تكون بدينا ولائقا صحيا فى نفس الوقت.
ودرس باحثون من كلية لندن الملكية وجامعة كامبريدج البيانات الطبية لأكثر من نصف مليون شخص فى عشر دول أوروبية من بينها بريطانيا.
وبحسب الدراسة، فإنه المستويات الطبيعية لضغط الدم والكوليتسرول والسكر فى الدم لدى البدينين لا تضمن صحة قلوبهم
ووجد الباحثون أنه بعد متابعة المشاركين في الدراسة لمدة تجاوزت 12 سنة، تبين أن نحو 7637 شخصا أصيبوا بأمراض فى القلب.
وكشفت الدارسة أن من يعانون من البدانة ولديهم مستويات ضغط الدم وسكر وكوليسترول طبيعية أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 28 بالمئة، وذلك بالمقارنة مع من لديهم نفس المعدلات من أصحاب الأوزان الصحية.
وبحسب الدراسة، فإن البدانة ومعدلا الأيض غير الصحية - ارتفاع مستوى ضغط الدم والكوليسترول والسكر فى الدم - لا يزال يشكل خطرا أكبر على القلب.
وأشار الفريق البحثي الذى أعد هذه الدراسة إلى أن نتائجها تذكر بما توصلت إليه دراسات سابقة من أن البدانة يمكن أن تسبب مشاكل صحية تظهر في المستقبل.
وأكدت الدكتورة لوانا تازولاكي، الباحثة فى كلية لندن الملكية، أن الدراسة الحديثة قضت تماما على فكرة أنه يمكنك أن تكون بدينا وبصحة جيدة.
وقالت إن الدراسة تظهر أن ذوي الوزن الزائد الذين قد يوصفون بأنهم أصحاء ربما لم ينخفض مستوى الأيض لديهم في الوقت الحالي، لكن ذلك قد يحدث في وقت لاحق، وقد يعانون من أزمة قلبية".
وبحسب الدراسة، فإن الوزن الزائد فى حد ذاته قد لا يتسبب فى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بشكل مباشر، إلا أنه قد يؤدى إلى ذلك على المدى الطويل بسبب زيادة ضغط الدم وارتفاع مستوى الجولوكوز فى الدم.
وقال البروفيسور ماتين اخكرين، الباحث فى مؤسسة القلب البريطاني التى شاركت فى تمويل هذا البحث، إن النتيجة الأهم من هذه الدراسة هى أن الوزن المثالى هو الخطوة الرئيسية لحماية القلب.

منزل "هاري بوتر" للبيع مقابل مليون إسترليني

يعرض منزل تاريخه يعود للقرن الرابع عشر الميلاد الكائن في لافنام في سافولك ببريطانيا، للبيع مقابل مليون جنيه إسترليني.
وتعود شهرة المنزل إلى ظهوره في الجزء الأول من سلسلة أفلام هاري بوتر، "ديثلي هولوز" حيث قتل والدا بوتر على يد اللورد فولديمورت، وفقا لأحداث الفيلم.
وتعد هذه المرة الثانية التي يعرض فيها المنزل ويحتوي على ست غرف نوم، في خمس سنوات.
وقال وسيط العقارات كارتر جوناس إنه عقار "يتمتع بأهمية تاريخية كبيرة".
وكان منزل هاري بوتر مركزا للأحداث في قرية جودريكس هولو، وهي اسم القرية الخيالية التي دارت فيها أحداث الفيلم، والتي كان سكانها يكونون مجتمعا سحريا في بريطانيا، وفقا للقصة التي كتبتها جيه كيه رولنغ.
والمنزل معروض للبيع هذه المرة مقابل 995 ألف جنيه إسترليني.
وظهر المنزل في أحداث الفيلم وأمامه مقابر وشجرة عيد ميلاد تطل من إحدى النوافذ.
ويحمل المكان اسم "دو فير" نسبة إلى اسم ثاني أكبر عائلة ثراءً بعد العائلة الملكية في القرون الوسطى.
وهناك 340 منزلا في لافنام يرجع تاريخها إلى القرون الوسطى، وما تزال بحالة جيدة.
وترجع أهمية هذا العقار التاريخية إلى أنه في عام 1651، قضت الشقيقة والشقيق الأصغر لتشارلز الثاني وجيمس الثاني فترة في هذا المنزل قيد الإقامة الجبرية فيه.
ولا يزال المنزل يحتفظ بنفس ملامحه التي أنشيء بها وتتضمن الإطارات الخشبية، والمدفأة، ودهانات الجدران، ودرج سلم صخري حلزوني نادر مع سياج من الطوب.
وقال جوناس: "لا يزال منزل دو فير يقف شامخا بين أكثر عقارات لافنام قيمة حتى يومنا هذا".
وأضاف: "ويمكن لسكانه الجدد أن يطلقوا العنان لخيالهم لاستدعاء المشاهد الكاملة لحياة هاري بوتر في هذا المنزل".

الخميس، 10 أغسطس 2017

قراصنة يطالبون بفدية مقابل عدم تسريب معلومات عن مسلسل "لعبة العروش"

طالب قراصنة سرقوا سيناريو وبيانات خاصة بمسلسل "لعبة العروش" الشركة المنتجة "إتش بي أو" بدفع فدية نقدية مقابل وقف التسريبات.
ونشر القراصنة سيناريو الحلقة الخامسة التي لم تُعرض حتى الآن من الموسم الحالي من المسلسل، كما نشروا وثائق خاصة بالشركة وحلقات فيديو لبرامج أخرى تنتجها "إتش بي أو".
وزعم القراصنة أن بحوزتهم بيانات تصل مساحتها التخزينية إلى 1.5 تيرا بايت، غير أن شركة "إتش بي أو" قالت إنها لا تعتقد أن نظام بريدها الإلكتروني تعرض للاختراق.
وذكر موقع "وايرد" الإخباري أن الوثائق المسربة حديثا تحمل عبارة "إتش بي أو تسقط"، وأن التسريبات تضمنت معلومات قانونية وعقود توظيف وملفات أخرى تخص الشركة.
وظهر إشعار المطالبة بالفدية في مقطع فيديو يحتوي على رسالة مكتوبة موجهة إلى المدير التنفيذي للشركة ريتشارد بليبر.
ولم يصرح القراصنة علنا بقدر الفدية التي يرغبون في الحصول عليها.
وجاء في النسخة المتاحة من إشعار المطالبة "مطلبنا واضح وغير قابل للتفاوض، نرغب في (....) دولار مقابل وقف تسريب البيانات التي بحوزتنا".
وأضاف القراصنة "شركة إتش بي أو تنفق 12 مليون دولار على بحوث السوق و5 ملايين دولار على الدعاية (لمسلسل لعبة العروش). لذا نطالب بوضعنا في الاعتبار ضمن ميزانية أخرى للدعاية لكم".
وحمل الإشعار توقيع "السيد سميث".
وعلى الرغم من أن الإشعار لا يحمل أي تاريخ، إلا أنه يحدد مهلة قوامها ثلاثة أيام للشركة لدفع المبلغ.
وقالت الشركة المنتجة إنها تواصل التحقيق في الحادث.

مسرحية حديقة تشيكوف في ستوكهولم: لغة الجسد بديل لدكتاتورية الكلمة



الرقص من القلب يثير ذكريات الجسم وحالة الانبهار من خلال اللعب والحلم ،ومحاولة العثور على العواطف والافكار والمواضيع لبناء خصوصية العرض الغير تقليدي , ومن خلال الجسم ولغة الجسد نقول أشياء كثيرة تقول برجيتا إجربلاد "أرني جسمك وانا اقول لك من أنت؟" وأنا أقول من أنت على خشبة المسرح فحياتنا عبارة عن حلم مابين اللعب والكوابيس ربما حلم وردي وجميل أو كابوس سريالي مزعج .المخرجة السويدية برجيتا أجربلاد صاحبة التجارب الإخراجية الجريئة من الغرف السرية إلى حديقة تشيكوف..نص مسرحي راقص مستلهم من نصوص الكاتب المسرحي الروسي أنطوان تشيخوف مسرحية النورس ،الشقيقات الثلاث ومسرحية بستان الكرز، هجرة الناس مع الماضي في مسرحيات برجيتا أجربلاد وروح الدعابة والحزن وتصور عالم الاوهام في عالم وشخصيات تشيخوف مثل أوراق الخريف ملونة وتسقط على الارض في خريف العمر ،أداء الرقص مع برجيتا أجربلاد يبدأ مع دقات القلب عبارة عن لوحات جدارية من الرقص تظهر رعونة الشباب والحزن المتعمق داخل وعاء الشخصيات الجميلة والشوق الى موسكو وحياة أفضل حديقة تشيخوف وخزين من مشاهد التي لا تقدر بثمن حيث يسمح العواطف في اتخاذ التعبير الجسدي الشديد .عشنا في مسرحية حديقة تشيخوف مع ممثلين وراقصين جلبوا لنا أجواء المرح , والجمهور شعر بالمتعة وعاش أجواء إحتفال . من كان هذا الكاتب الروسي أنطوان تشيخوف والذي انطلق من معطف غوغول ليملأ الأدب الروسي بالمسرحيات الرائعة الشقيقات الثلاث النورس بستان الكرز ورسائل الحب ما بين الكاتب تشيكوف وحبيبته اولغا. استطاعت المخرجة برجيتا إجربلاد ـأن تبرز حقيقة الشخصيات المسرحية وتتعارض معها في مسرحية حديقة تشيكوف في أجواء موسكو الباردة حولت شخصياتها وبملابسهم وهم يرتجفون اشتياقاً إلى الماضي الجميل غير المزور والواضح علي حقيقته وبساطته الكل يرقص ويحلق في فضاء جميل مليء بالكراسي ,والكل يمارس لعبة الحب مع الكراسي ويمارس لعبة الحب كالأطفال من خلال حركة الكراسي وبملابسهم البيضاء والناصعة للدلالة علي نقاء الشخصيات والواقع الجميل . هنا نجد ايفانوف يتحرك والخال فانيا والنورس والشقيقات الثلاث شخصيات تملأ السماء والأرض عشقاً وحباً واشتياقاً والاحتراق إلى الذكريات في مدينة الأحلام موسكو. إن إحدى الأساليب المهمة إخراجياً والتي تعد أسلوباً مميزاً للمخرجة برجيتا أجربلاد هو التركيز على الجانب الصوري واختزال الكلمة والاعتماد على جسد وروح الممثل وعلى الحركات والرقص الحديث مع مجموعة عازفين يمارسون الرقص والتمثيل في آن واحد. هذا المزيج هو بوصلة الاتصال ما بين الجسد والمشاعر الجياشة هو عملية إلغاء لكل الفواصل وبدون استئذان تحلق الأجساد والأرواح في الفضاء المسرحي مع المشاعر الصادقة والخالية من الارتجال. البعض يحترق شوقاً وتتمزق القلوب ولكن تبقي الابتسامة تغطي الوجوه ، حاولت المخرجة برجيتا إجربلاد في مسرحية حديقة تشيكوف أن تجعل كل شيء جميلاً وهادئاً مع الموسيقى وخلق مؤثرات أجواء سقوط الثلج في شتاء موسكو البارد وكذلك في فصل الربيع وخريف المستقبل وسقوط أوراق الشجر , ومع ذلك كل الشخصيات متعلقة بالأمل والحياة رغم المستجدات والعولمة ودخولها إلى عالم مدينة موسكو وتلويث أفكار المجتمع ولكن الجميع بقي متمسكاً بتقاليده وقيمه وعادات الماضي التليد وحبه إلى أهله وأرضه ومدينته موسكو. حاولت المخرجة إظهار الناس وهي تتغنى للحفاظ على التقاليد , والتركيز على أسلوب تشيكوف والأحداث العتيقة والاهتمام بالأزمات العاطفية الحادة والمشاجرات واعترافات الغرام المؤلمة والخيانات الزوجية.. وموائد الأكل والشرب مجاميع تجلس حول الموائد وتبدأ بالمغازلة والكلام هذه كلها مواصفات مسرح تشيكوف ، حاولت المخرجة تصويرها في مسرح تشيكوف, أي جعل كل الأشياء معقدة في الحياة وبسيطة في آن واحد, وعدم المباشرة في معالجة الكثير من المواقف وهذه مرتبطة بأسلوب تشيكوف في إظهار شخوصه كأنهم يتكلمون كلاماً عادياً في أوقات تكون رؤوسهم مشحونة بأفكار ومشروعات هامة. وقد أجادت المخرجة برجيتا أجربلاد أن تمسك بمفاتيح شخصيات تشيكوف في عدة مسرحيات ذات ألوان وأفكار وحالات نفسية متعددة الجوانب أن تراها بوضوح وتجسديها وبكيانها أنفسنا كعوالم شاسعة وشخصيات مشحونة بالمعاني, وأضافت الكثير إلى لمسات من المسرح لبصري والدراما الداخلية أي دراما التيار تحت سطح الماء , والاعتماد على إثارة ذكريات الماضي وآمال المستقبل التي ما زالت وستظل بعيدة . هذه السمات والثيمات في مسرح تشيكوف وجعلت من شخصياتها تلعب دوراً هاماً في المسرحية وليست مجرد منظر تقع فيه الأحداث, فكل أحلام الماضي التي لم تتحقق موجودة في مسرحيات تشيكوف واليأس والألم وحالة الضياع تعبر عنها الشخصيات بحرية تقرب إلى المباشرة

الثلاثاء، 1 أغسطس 2017

عمر غراب.. صوت الهيب هوب العربي يصدح في برلين


بات مغني الهيب هوب السوري عمر غراب يحتل مكانة كبيرة في مشهد موسيقى الراب في برلين. عروضه الموسيقية لم تعد حبيسة الجدران كما كان الحال سابقا في وطنه سوريا، بل أضحت اليوم طليقة تستقطب الكثير من عشاق هذه الموسيقى.

"أنا فنان الهيب الهوب ولست فنان الراب"، بهذه الجملة القصيرة أراد الفنان السوري عمر الغراب البالغ من العمر 27 ربيعا أن يوضح لنا معنى المصطلحات الفنية في عالم الموسيقى الغربية العصرية المتفشية لدى الكثير من الشباب في مختلف دول المعمورة. ثم انطلق موضحا:" فنان الهيب هوب هو من يقوم بكتابة النص وتلحينه ثم إلقائه أمام الجمهور على خشبة المسرح".
يعيش الفنان السوري ذي الشعر الكثيف في العاصمة الألمانية برلين منذ قدومه إليها قبل حوالي 3 سنوات كما يقول. وقرر الشاب الحلبي ترك سوريا لما شاهده في مدينته حلب من قتل ودمار. وقبل أن يصل إلى ألمانيا مر الحلبي العشريني بمحطات عديدة. ابتداء بالقاهرة فالخرطوم فبيروت ليحط برحاله في مدينة برلين.
في برلين كسر القيود
وهنا في هذه المدينة شعر عمر بالحرية فانطلق يدون كلمات أغانيه بدون خوف مسميا الأشياء بمسمياتها، على عكس ما كان عليه الحال في سوريا سابقا، حيث الرقابة واليد الحديدية. وفي هذا الصدد قال لنا مبتسما مرتشفا قليلا من الشاي:"كلمات الأغاني التي دونتها في سوريا قبل الثورة وإن كانت ضد النظام ورأس النظام والقمع والدكتاتورية والفساد والمحسوبية ... لم أقدم على ذكر إسم الرئيس أو أتباعه تحسبا لبطش النظام، إنه لا يعرف الرحمة. "أما اليوم وهو يتمتع بفضاء الحرية في المهجر الألماني كما يقول، فقد بات يضع عمر النقاط على الحرف وبكل حرية،و تابع حديثه قائلا:" كلماتي أضحت اليوم تسمي الأشياء بمسمياتها. أوجه سخطي وجم غضبي إلى النظام في وطني الذي دمر الحجر والبشر ولاسيما مدينتي حلب التي ترعرعت فيها. اليوم أذكر الأسماء وأقول ما في جوارحي".
هيب هوب بلغة الضاد يستقطب الجمهور الألماني
يسلط عمر الضوء في أغانيه على الحرب التي تأكل الأخضر واليابس في وطنه كما أن الظلم والبطش السائدين في وطنه، كما يقول يحتلان فضاء هاما في أغانيه المتمردة على النظام في سوريا. "يد البطش وتهجير الملايين من السوريين من مدنهم وقراهم وحقوق الإنسان السوري وتغاضي العالم عن القضية السورية ودعمها للأسد كلها تدور في فلك أعمالي الفنية". صعوبات السوريين في ألمانيا لدى الإدارة الألمانية أو في الحياة الاجتماعية يجدها المرء حاضرة بقوة في أغانيه الصاخبة التي تدك فضاءات ملاهي الموسيقى الليلية في برلين.
مارفين ليمان شاب عشريني من سكان برلين مولع بموسيقى الهيب هوب. اليوم يكتشف نفس الإيقاع الموسيقى لكن باللغة العربية التي لا يفهمها: "لقد اكتشفت موسيقى الهيب هوب بالعربية في ملاهي ليلية في برلين والذي أعجبني فيها الحروف التي لا نجدها في الأبجدية الألمانية. تبدو لي الكلمات قوية مدوية تحمل الغضب في طياتها متناغمة مع موسقى الراب المتمردة". بالحروف كان يعني مارفين حروف قافية النص الشعري الذي ينتهي بالقاف أو العين أو الحاء ..."ثم يضيف الشاب الأشقر يقول بأنه يزور عروض عمر الفنية بانتظام رفقة أصدقائه من السورين والألمان، نظرا للأنغام الموسيقية والأجواء السائدة في فضاء النادي الليلي.
ساندرا هنكس الشابة البالغة من العمر 19 ربيعا من عشاق موسيقى الهيب هوب. وحول موسيقى الهيب هوب باللغة العربية في ناديها البرليني المفضل "كولتور هاوس كيلي" تقول الشابة بابتسامة وشحت محياها: "موسيقى عمر غراب رائعة أتجاوب معها رقصا بسلاسة. تبدو لي غريبة لغويا لكن إيقاعها جميل وحيوي غير روتيني. اللغة العربية لا تزعجني إطلاقا إنها جميلة".
وتستمر الشابة الألمانية تقول بأن بعض فرق الراب السوري الناجحة في برلين تمثل إضافة إيجابية في عالم موسيقى الراب في برلين خصوصا وألمانيا عموما. وترى أن فناني الراب السوريين تمكنوا من فرض أ نفسهم في نوادي الموسيقى الليلية. هذا ما أكده أيضا السيد ميشائيل براند من ملهي "دار شبايشر" المتواجد في الشق الشرقي من المدينة، في مستهل كلامه، حيث قال:"إن كثافة الحضور في النوادي الليلية التي تقوم بعرض موسيقى الراب للفنانين السوريين يدل على نجاح هؤلاء الشباب مثل الفنان أبو حجر وعمر غراب". ويتابع السيد براند يقول بأن الجمهور الألماني والعربي على حد سواء يتفاعل بكل حماس أثناء العروض وحول عامل اللغة يضيف: "لاحظنا أن اللغة العربية المستعملة في نصوص الأغاني لا تمثل أي عائق لدى الجمهور البرليني بل العكس صحيح."
من أجل الحرية والإنعتاق
" أنا أستمع إلى أغاني عمر غراب بكل شغف. تعجبني إلى جانب الإيقاعات الموسيقة تلك الكلمات المدوية التي هي عبارة عن أسهم قاتلة موجهة لكل ظالم مستبد". هكذا استهل الشاب السوري بلال كلامه معنا حول إعجابه بأغاني عمر غراب. ويقول الشاب السوري بأن كلمات عمر تستهدف النظام بعينه وتحمله مسؤولية تدمير وتهجير البلاد، كما أن الحانه الموسيقية المتناغمة مع كلماته المتمردة تعكس شعوره إزاء وطنه وما يعيشه كل سوري سواء في الداخل أو في الخارح. وحول إقبال السوريين على موسيقى الراب السورية في المهجر الألماني، يقول لنا بلال بأن كثر هم من السوريين الذين يتحولون إلى عروض وحفلات فنان الهيب هوب غراب. هذا ما أشار إليه هذا الأخير في حديثنا المطول معه، حيث قال:" الكثير من النوادي الليلية ترحب بعروضنا الموسيقية، لقد لا حظوا أن حضورنا مرتبط دوما بجمهور سوري كبير".
ثم يضيف عمر مغمضا عينه اليسرى التي أزعجها دخان سجارته المتصاعد بكثافة: "الجمهور السوري لا يقتصر على الشباب فقط بل يطال أيضا الشابات السوريات المولعات بموسيقى الراب بلهجة حلبية". أغاني عمر غراب كما يقول، تحمل رسائل إلى أصحاب القرار في سوريا ويحاول بكلماته المعبرة والثاقبة تجريد النظام أمام أعين العالم وتذكير أبناء جلدته من السوريين بما يجد في وطنهم الممزق.

"الحكواتي" من مقاهي دمشق العتيقة إلى الحدائق السويدية



صبيحة نهار مشمس في العاصمة السويدية ستوكهولم، شد مصطفى درويش رحاله إلى إحدى الحدائق العامة المنتشرة في المدينة. حقيبة سوداء تحوي "عدة الشغل"، وفقا لتعبيره، ومجموعة من القصص المخصصة للأطفال حفظها عن ظهر. ما أن بدأ بقص رواياته حتى تجمع الأطفال حوله، عرب وسويديون. وعلى الرغم من عدم فهمهم للغة، إلا أن تفاعل الأطفال كان مفاجئا وردود فعلهم الإيجابية طرحت في مصطفى الكثير من الفرح والثقة والامتنان.

من منا لا يعرف الحكواتي، ذلك الرجل الكهل الذي يجلس في إحدى زوايا أحد مقاهي الشام العتيقة ويروي قصصا منتقاة من التاريخ العربي عن الفروسية والحب والبطولة والشهامة. اليوم، مصطفى درويش هو حكواتي الشام، بلباسه التقليدي، الطربوش والقمباز والشملة وعصا الخيزران، يجول في حدائق ستوكهولم العامة متأبطا قصصه المشوقة، ناثرا بعضا من صور مقاهي دمشق العتيقة بقالب شبابي وجاذب.
مصطفى درويش، لاجئ سوري في السويد، عشق المسرح منذ زمن طويل وكان له مشاركات في مجموعة من الأعمال المسرحية في دمشق وبيروت، والآن في السويد.
ولد مصطفى عام 1990 في منبج، إحدى مدن ريف حلب شمال سوريا. عام 2011 كان مصطفى يدرس الحقوق في إحدى جامعات بيروت. حينها، كان يتنقل بين لبنان وسوريا بكل سهولة، إلا أن اندلاع المواجهات في بلاده واشتداد حدتها عام 2012 أجبره على البقاء في لبنان.
من طالب جامعي إلى لاجئ

"فجأة تحولت إلى لاجئ" يقول مصطفى، "بداية لم تتغير حياتي كثيرا، إلا أن أول ما قمت به كان أن تركت الحقوق، أهلي أجبروني على دراستها وأنا لطالما أردت أن أدرس المسرح" يضيف مصطفى ببسمة بريئة.
استقر مصطفى في أحد مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة سعدنايل اللبنانية حيث عمل مع منظمة اليونيسف، "كنت أدرس الرياضيات للأطفال في المخيم، كما كنت أقوم بعروض دمى لهم في إطار أنشطة الدعم النفسي".
تجربته في لبنان كانت سيئة للغاية، وفقا لتعبيره، "عانيت كغيري من السوريين من العنصرية، تجديد أوراق الإقامة كان جحيما، كما كنت أعاني على الحواجز الأمنية على الرغم من أني أعمل مع منظمة دولية" يقول مصطفى، يصمت قليلا، ينفث دخان سيجارته ويكمل "كانت تجربة مرعبة".
تجربة اللجوء في لبنان لم تترك له الكثير من الخيارات، فكانت الهجرة المجال الوحيد المفتوح أمامه، خاصة وأن أهله أيضا تركوا سوريا وتوزعوا على السعودية وتركيا والسويد.
من تركيا إلى السويد... رحلة استغرقت شهرا
حول بداية مشواره مع الهجرة يقول مصطفى "عام 2015 سافرت إلى تركيا، مكثت هناك شهرين، حاولت أن أجد عملا لكنني لم أتوفق. توجهت إلى إزمير حيث اتفقت مع أحد المهربين الأتراك هناك على نقلي إلى جزيرة ميتيليني اليونانية مقابل مبلغ 1200 دولار أمريكي".
ويضيف "من ميتيليني إلى أثينا ثم مقدونيا فصربيا فألمانيا فالسويد، المسار المعتاد، الرحلة استمرت شهرا. كنا مجموعة صغيرة من المهاجرين، سوريين وأفغان وجنسيات أخرى".
الرحلة واضحة في ذاكرة مصطفى، يسرد الكثير من التفاصيل حول الحدود ومغامرات الهرب من دوريات الشرطة، خاصة على الحدود المقدونية والصربية. قصص حول أشخاص ساعدوهم كثيرا، وآخرين كانوا مستعدين للوشاة بهم، كل هذا عكس نفسه مباشرة على شخصية الشاب العشريني الهارب من دوامة العنف العاصفة في بلاده.
"كانت هناك لحظات صعبة جدا إلا أننا اجتزنا الطريق".
التحدي الأكبر هو الطقس!
"وصلت إلى السويد في أيلول 2015. أحسست بالراحة والفرح لنجاحي في اجتياز هذا المشوار الصعب. طبعا فرحتي كانت أكبر حين التقيت بأختي".
في البداية، لم تسر الأمور كما توقع مصطفى، "انتظرت 11 شهرا لأحصل على بطاقة اللجوء المؤقتة. عملت خلال تلك الفترة في إحدى المصابغ. كان علي أن أبدأ بالتعرف على اللغة السويدية وواجهت في ذلك الكثير من المصاعب، إلا أن المشكلة الأكبر والأصعب بالنسبة لي كانت الطقس، لا أعلم كيف يمكن للسويديين الحياة وسط هذا البرد وغياب شبه دائم للشمس!"
على الرغم من المصاعب التي يواجهها مصطفى إلا أنه يقر بأن حياته في السويد جيدة إلى حد بعيد، "الحياة هنا هادئة، لا يوجد مشاكل، أشعر بالسلام والطمأنينة، ولدي عمل أجني منه مدخولي. إجمالا أنا سعيد في هذه البلاد".
"ذكرتني بالشام وقصص الشام..."
"المسرح هو شغفي"، يقول مصطفى، "ما أن حصلت على الإقامة المؤقتة حتى توظفت في المسرح العربي هنا في السويد، أحب أن أتعامل مع الناس وخاصة الأطفال، أن أرسم البسمات على وجوههم وأنقل إليهم بعضا من الأمل".
يستذكر مصطفى بعض الحوادث الطريفة التي حصلت معه خلال أحد العروض في ستوكهولم، "كنت أؤدي على أحد المسارح بشخصية الحكواتي، كان تفاعل الجمهور رائعا، حتى السويديين تفاعلهم كان إيجابيا إلى حد كبير على الرغم من أن العرض كان باللغة العربية. بعد انتهاء العرض، قام أحد الحضور واعتلى خشبة المسرح وحضنني، كان يبكي ويبتسم ويصرخ من الفرح ويقول: ذكرتني بالشام وقصص الشام، مدينتي، شكرا لك".
تلك الحادثة أثرت بمصطفى كثيرا ودفعته إلى العمل على تطوير شخصية الحكواتي أكثر لتتلاءم مع واقع السويد، "أفكر بعرض مسرحي للحكواتي ولكن بلغة أجنبية، أعمل على تطوير الفكرة الآن وأعتقد أنها ستلاقي نجاحا كبيرا".
أحلام الشاب اللاجئ لا تنتهي، فهو ينوي استكمال دراسة المسرح ويكمل عروضه المسرحية وتعريف الناس بثقافته وتاريخ البلاد التي جاء منها، "ما من شيء أفضل لي الآن من أن أقدم عروضا ناجحة وأرسم البسمة على وجوه الناس، وأنقل إلى السويديين وغيرهم جزءا من ثقافتنا العربية وأشاركهم بعضا من ذاكرتي وأحلامي".
سوريا... حنين الذكريات والواقع المؤلم
لا ينكر مصطفى حنينه إلى سوريا ومدينته التي ولد وتربى فيها، فهناك الذكريات والعائلة والأصحاب والتاريخ، بغصة ونظرات حزينة يقول مصطفى "من منا لا يشتاق إلى بلده، خاصة نحن السوريين، ولكن الحياة هناك الآن ما عادت كما كانت، لم يعد لدي أصدقاء هناك، ذكريات تحطمت على صخرة واقع الحرب والعنف والدماء. لم يبق لي هناك سوى أختي وعائلتها".
لحظات صمت عميقة تستقطع كلام مصطفى عن سوريا، "أصبح لدي حياة اجتماعية هنا، فصديقتي تعلمني السويدية وأنا أعلمها بعض العربية". المرح والابتسامة الدائمة على وجه الشاب العشريني يعبران عن مدى حبه للحياة واستعداده لمواجهة المصعب برحابة صدر وحب للتعلم وتكوين الخبرة.

الاثنين، 31 يوليو 2017

العريف حسن.. جندي تركي يحرس الأقصى 65 عامًا

تستدعي الهجمة الشرسة التي يتعرض لها المسجد الأقصى حاليا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاقه ودخول 37 مستوطنا إلى باحات المسجد لتدنيسه، وما تلاه من دعوة الفصائل الفلسطينية إلى يوم غضب، نماذج من النضال والمقاومة ضد الصهاينة، على رأسهم العريف حسن.
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ووقوع فلسطين تحت الانتداب البريطاني عام 1917 وصدور وعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود، كانت هناك حامية عثمانية للقدس، صدرت لهم الأوامر بالانسحاب والعودة إلى الدولة العثمانية، إلا أن 53 جنديا رفضوا ترك القدس حتى لا يكون مشاع للسرقة والنهب من الاحتلال، وقرروا البقاء فيها، ومنهم العريف حسن.
القصة وقعت أحداثها في سبعينات القرن الماضي ورواها أحد الصحفيين الأتراك ويدعى “الهان بردكجي”، حيث قال: “أثناء زيارة وفد إعلامي وسياسي تركي للقدس رأيت جنديا يبلغ من العمر تسعين عاماً لازال يرتدي الزي العسكري التركي القديم، وأصبحت البدلة العسكرية مملوءة بالرقع التي أخفت ملامحها، فاقتربت منه، وتحدثت معه وفوجئت أنه تركي مثلي”.
وأضاف بردكجي أن الجندي التركي قال له: “بقيت وحدتنا كلها في القدس، لأننا رفضنا أن يقول الناس تخلت الدولة العثمانية عنا.. أردنا ألا يبكي المسجد الأقصى بعد أربعة قرون، أردنا ألا يتألم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم..
لم نرض أن يستغرق العالم الإسلامي في مأتم وحزن، ثم تعاقبت السنون الطويلة ومضت كلمح البصر ورفاقي كلهم انتقلوا إلى رحمة الله تعالى واحدا تلو الآخر، ولم يستطع الأعداء أن يقضوا علينا، إنما القدر والموت هو من هزمنا”.
وواصل حديثه لبردكجي: “ها أنا ذا العريف حسن لا زلت على وظيفتي حارسا على القدس الشريف حارسا على المسجد الأقصى”، وأضاف: “عندما تعود إلى الأناضول، اذهب إلى قرية سنجق توكات، فهناك ضابطي النقيب مصطفى، الذي أودعني هنا حارسا على المسجد الأقصى، ووضعه أمانة في عنقي، فقبل يديه نيابة عني، وقل له سيدي الضابط إن العريف حسن الأغدرلي، رئيس مجموعة الرشاش الحادية عشرة، الحارس في المسجد الأقصى ما زال قائما على حراسته في المكان الذي تركته منذ ذلك اليوم، ولم يترك نوبته أبدا، وإنه ليرجو دعواتكم المباركة”.
ظل العريف حسن صادقا على ما عاهد الله عليه، ولم يترك مكان حراسته للأقصى هو وغيره من الجنود الذين رحلوا وغيبهم الموت واحدا تلو الآخر، وكان آخرهم العريف حسن، الذي رحل في عام 1982، واليوم الأقصى يتعرض للتدنيس من قبل الصهاينة واليهود أمام أعين ومسامع القادة العرب، والكل يغض طرفه ويتجاهل استغاثات أشقائنا الفلسطينيين.

ثورة يوليو في ذاكرة السينما

لعبت السينما دورًا كبيرًا في توثيق أحداث ثورة 23 يوليو 1952، وكانت سببا مهما في نجاحها، خاصة أنه أظهرت مآسي العهد الملكي، وأعلنت بداية حقبة من الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
رد قلبي
تناول المؤلف يوسف السباعي من خلال فيلم “رد قلبي” حياة المصريين قبل ثورة يوليو، وكيف كان المجتمع مقسم إلى باشوات وخدم، حيث رصد الفيلم قصة شاب فقير ابن جنايني يُدعى علي، وقع في حب الأميرة إنجي، ومع رفض والدها القاطع لتلك الزيجة، تتعقد علاقتهما، ويطرد والد علي، ويهدد ابنته بقتل حبيبها إذا لم تتراجع.
الفيلم من إخراج عز الدين ذو الفقار وبطولة شكري سرحان، مريم فخر الدين، حسين رياض، فردوس محمد، هند رستم، صلاح ذو الفقار، وصنف ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
غروب وشروق
الفيلم من بطولة سعاد حسني، رشدي أباظة، صلاح ذو الفقار، محمود المليجي، ومن إخراج كمال الشيخ، وتدور أحداث الفيلم حول رئيس البوليس السياسي (عزمي باشا)، الذي يعيش في القصر مع ابنته الوحيدة، التي تتعرف على طيار مدني ويتزوجان، ويقيمان داخل القصر، لكنها تقيم علاقة مع صديق زوجها، وبعد اكتشافها، يقرر الوالد قتل الزوج لعدم افتضاح ابنته، ثم يجبر الصديق على الزواج منها، ويقبل الصديق، الذي ينضم لخلية وطنية، بنية الانتقام، وبعدها يسرب وثائق تدينه للتنظيم الوطني، ما يؤدي إلى إقالة عزمي باشا.
في بيتنا رجل
عرض الفيلم عام 1961، وتناول المؤلف إحسان عبد القدوس والمخرج هنري بركات، ما فعله السياسيون ضد الاحتلال الإنجليزي، فبعد أن يقتل عمر الشريف (إبراهيم حمدي) رئيس الوزراء الموالي للإنجليز، ويدخل السجن وعندما يهرب، يختبئ في بيت أحد أصدقائه، الذي يعرف بعدم وجود ميول سياسية له، ثم يترك البيت لينضم لصفوف المحاربين ضد الاحتلال، الفيلم من بطولة الفنان عمر الشريف، ورشدي أباظة، وحسين رياض، وزبيدة ثروت، وزهرة العلا.
الباب المفتوح
يرصد حياة الفتاة الثورية “ليلي”، التي تنزل للمشاركة فى المظاهرات للتنديد ضد الاحتلال الانجليزي والظلم والفساد، لكنها تتعرض للعنف والإهانة من والدلها بسبب مشاركتها في المظاهرات، ثم يستكمل الفيلم عرض الطبقية وحب المال والمناصب والعنف الأسري الممارس ضد الفتاة، إلى أن تقع في غرام صديق اخيها المتفتح الحالم بالحرية.
الفيلم من بطولة فاتن حمامة وصالح سليم ومحمود مرسي وحسن يوسف، وإخراج هنري بركات، وحاز على جائزة “أحسن فيلم” و”أحسن ممثلة” من مهرجان جاكارتا السينمائي.

الأحد، 30 يوليو 2017

من مآثر الحضارة الإسلامية

لقد كانت الحضارةُ اليونانية ثمرة للحضارتين المصرية والبابلية، وإن امتازت كل حضارة بوجهةٍ خاصة؛ فالحضارةُ اليونانية اتجهت نحو السياسة والفنون، والحضارة المصرية اتَّجهت نحوَ العمل والدِّين والخلود، وكذلك اتجهت الحضارة المسيحية في العصور الوسطى، فلما نشأت الحضارةُ العربية الإسلامية، اتجهت نحو الدِّين والعِلم والفلسفة، واحترام الإنسان والمساواة بين الناس، والتمسُّك بالمُثل العليا، وكرامة الفرد.
ونحبُّ أن نردَّ على رأيٍ يقول بأن العربَ لم يعرفوا الاستقرار؛ لأنهم كانوا شعبًا رعويًّا متنقلاً؛ فنحن نعرفُ أنه كانت هناك مدنٌ كاملة عرفت الزراعة والاستقرار، ونشأت فيها حضارات كبيرة، مثل: مملكة سبأ قديمًا، وكثير من مدن الجنوب الغربي، ثم مدن أخرى، مثل: مكة، والطائف، ويثرب، وينبع، ومِنًى، وخَيْبَر في شبه الجزيرة العربية، وعاش فيها أناسٌ منهم الحضَرُ المستقرُّون الذين عاشوا على الزراعةِ في الأراضي الخصبة.
ومنهم البُداةُ الرُّحَّل الذين عاشوا على الرعيِ في السهول والأراضي الصحراوية، بل إن حياةَ الرُّعاة كانت تستقرُّ لشهور طويلة، وفي أماكنَ معروفة لا يعدمون فيها التجمع؛ فهم لم ينفصلوا - بتنقُّلهم - عن الحياة، ولم ينسَوْا عاداتِهم وتقاليدهم، بل يمكن القول: إن هذا التنقلَ أكسَبهم خيالاً واسعًا، ورُؤًى شاملة، أوقفَتْهم على الجديدِ باستمرار، فليس التَّرحال إذًا سُبَّةً في جبينهم.
ونحن نعرف في التاريخِ الأدبي أن شِعر الرعاة في اليونان القديمة نفسِها كانت له مكانتُه، ونعرف أن شاعرًا مِثل "ثيوكريتوس" (315 -؟ ق.م)، كان أولَ مَن ابتَكر شِعر الرُّعاة كفنٍّ مستقلٍّ في الأدب اليوناني، وهو يُشبه المواويل الريفية، وكانت مكانتُه لا تقلُّ عن مكانة "هوميروس" وغيره من شعراء اليونان، وقد احتوى شِعرُه على نماذجَ ملحمية وقصصية ومسرحية مليئة بالحركة والحيوية، وفي نظيره في الأدب الرعوي العربي نجد العديدَ من القصائد والملاحم المطوَّلة؛ مما وصلنا قبل التدوين وبعده، وما وصلنا إلا أقلُّ القليل، ومنها المعلَّقات، وألوان الرجز، والحُداء، وأناشيد الحروب في الشجاعة، والكرم، والرثاء، والزجل.
وهنا نحب أن نشيرَ إلى ملاحظة هامة ترد على من يقول بأن الحياةَ في القبيلة العربية تميَّزت بالفردية؛ ذلك أن تلك الحياةَ لم تعرف الأفرادَ بل الجماعات، فلا فواصلَ بين الفرد والقبيلة، ولا كيان للفرد وحيدًا، وكان الشاعرُ هو المعبِّرَ عن قبيلته، المتكلِّمَ باسمها، المفاخر بمآثرها، المدافع عنها، ثم من المفيد أن نذكر - ونحن في مجال الكلام عن استقرار العرب وبداوتهم - أنه كان لهم في القرن الثاني الهجري - أو الثامن الميلادي - مُلكٌ واسعُ الأرجاء، وحضارة منتشرة، ظهَرت فيما أخَذوه أو ترجموه من كتب اليونان والفرس إلى العربية، وفي الجامعات والمعاهد والمكتبات، والمراصد الفلكية وغيرها من مظاهر العِلم والتقدم، وقد استمرت هذه الحضارة مزدهرةً لقرون طويلة لم يطمِسْها تقلُّص المُلك، أو توقُّف الرَّكب، أو أباطيل الخصوم، أو دعايات الأعداء.

ومن المفيد أيضًا أن نذكرَ أن حياة القبيلة العربية - مستقرةً كانت أو متنقلة - كانت تتميزُ بنظام واتساق عجيبين، وتماسك شديد يستندُ إلى نسَبِها المشترك، ومجدِها الماضي، وكان لها رئيسٌ يعاونه مجلسٌ من شيوخ القبيلة، ولم يكن فيها نظامٌ وراثيٌّ بالمعنى الدقيق؛ إذ السيادةُ فيها للجدارة الشخصية، وقد يحدُثُ تنافسٌ يؤدِّي إلى انقسامٍ وحروب داخلية، أو بين قبيلة وقبيلة؛ كالذي حدث في حرب البسوس بين "بكر" و"تغلِب"، وحرب داحس والغبراء بين "عبس" و"ذُبيان"، وكان فيها تلك الملاحمُ الحربية التي نقلت صورةً صادقة لتلك الخصومات والحروب، ولا ننسى أن الشَّاعرَ العربي كان يتمتعُ بمنزلة اجتماعية رفيعة، تبتهج به القبيلةُ حين ينبُغُ، وتحلُّه فيها مكانةً بارزة، ويذكُرُ الرَّحَّالة الألمانيُّ "شوينفرت" أن المهاجرينَ منذ خمسةِ آلاف سنة كانوا يرَوْن المروجَ الخضراء والبقاع المخصبة في تنقُّلهم بين "البحرين" و"وادي اليمامة"، ومن اليمن إلى البحرين، وإلى ما بين النهرين وبادية الشام، ولا تزال بقاعُ اليمامة إلى اليوم تشتهر بالمراعي الواسعة، والعيون الغزيرة، والمُروج المعشِبة التي تخلَّفت من أقدم العصور.
ومن الآثارِ التي لاحَظها ذلك الرَّحَّالة القمحُ والشعير، والماعز والضَّأن والماشية، وقد وُجِدت في حالتها الآبدة في اليمن وبلاد العرب القديمة قبل أن تستأنس في مصرَ والعراق، وقد بلغت الحضارةُ العربية ذروة استقرارِها أيامَ العباسيِّين حين اهتمُّوا بالزراعة والفواكهِ، وبالصناعة والتجارة، وقد نظَّموا طُرُق القوافل بين الصين والشام، وفي ثنايا شِبه الجزيرة العربية، وبين البحر الأحمر والنيل، وكانت الطرقُ آهلةً بتلك القوافل على مدار السَّنة، وأنشؤوا الأساطيلَ التِّجارِية التي وصلت في سَيرها إلى الهند والصين، وسيلان والملايو في الشرق، وفي الغرب إلى طنجة وروسيا والحبشة.
ولا شك أن هذه الرِّحلاتِ التِّجارِيةَ صاحَبها بعضُ الشعراء والكتَّاب ممن مارَسوا التِّجارة، وسجلوا - فيما سجلوا - مشاهداتِهم وملاحظاتهم، مثل: "القاسم بن خرداذبه" في كتابه: "المسالك والممالك"، وياقوت الحموي في "معجم البلدان"، وقد عرَف العرب - نتيجة لهذا الاستقرار، والمبادلات التجارية - المزيدَ من التَّخطيط والتنظيم، ووجَد الكاتب والشاعر والقاصُّ من الوقت ما ساعده على التجويد والتأمُّل، ووجَد من اهتمام الدولة بالتقدم العلمي والفكري ما دفَعه إلى التفرُّغ في كثيرٍ من الأحيان لحياةِ البحث والمعرفة.
كذلك احتوى الشِّعر العربي على قدرٍ من الحِكمة، وهي حقيقةٌ موضوعيَّة يُعمِّم بها الشاعرُ حُكمَه على الناس؛ فالعقل - بذلك - كان مِلاكَ الشِّعر العربي خاصة، والفكر العربي كله بوجه عام، ويكفي أن نقول: إن الملاحمَ العربية سبَقت الملاحم اليونانية بأجيال، وأن هوميروس كان متأثرًا بما نُقِل إليه من آثار بابلية، هي في الأصل ترجعُ إلى نتاج العقلية العربية، وهي عقليةٌ ثاقبة تتغلغلُ إلى الأعماق والأطراف والحواشي، وتُقدِّس حريةَ الفكر، وتبتدع من العلوم - النظرية والعملية - ما تمتلئُ به آثارُ "جابر بن حيان" في علم الجَبر، و"الخُوارِزمي" في الحساب، "وابن سينا" في الطب والفلسفة، وابن الهيثم في البصريات، وغير ذلك، بل يكفي أن نقولَ: إنه بفضل إنتاج العقلية العربية توصل "هنري" الملاَّح "وفاسكو دي جاما" "وكولومبس" إلى ارتيادِ المحيطات، ودرس "أفلاطون لوبيزون" وفبروناتشي علوم الرياضيَّات والجبر واللوغاريتم، وبحث "ألبيرت الكبير" و"توماس الين" في فلسفة الفارابي.
وفي الوقتِ الذي أنشد فيه الشعراءُ "التروبادور" أغانيهم في إسبانيا العربية، وصرح "روجر بيكون" بأن وجودَ الفكر الأوروبي والعلم الأوربي كان مستحيلاً لولا وجودُ المعارف العربية، ولقد اتَّسمت العقليةُ العربية بالإنسانية الشمولية التي تحلِّلُ مشاعرَ الإنسان في تعميق ووعي، واتسمت بالطبيعةِ والواقعية، فلم تلجَأْ إلى التهويلِ والتضخيم والمبالغة.

ومما يروى: أن أعرابيًّا سُئِل: لماذا آمنتَ بمحمد؟ فقال: ما رأيت محمدًا يقول في أمر: افعل، والعقل يقول: لا تفعل، وما رأيته يقول في أمر: لا تفعل، والعقل يقول: افعَلْ"، ولا شكَ فقد نزل الإسلامُ هاديًا للعقل في جميع الأمور، ونزَل القرآن الكريم يحثُّ على التفكيرِ العقلي؛ كما في قوله تعالى: ( قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ) [آل عمران: 118]، وقوله تعالى: ( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ) [العنكبوت: 43].. إلخ.
ويقول محمد إقبال في كتابه: "تجديد التفكير الديني في الإسلام":
"لقد كانت أوربا بطيئة نوعًا ما في إدراك الأصل الإسلامي لمنهجها العلمي، وليس ثمة ناحية واحدة من نواحي الازدهار الأوربي إلا ويمكن إرجاعُ أصلِها إلى مؤثِّرات الثقافة الإسلامية أو العقلية العربية بصورةٍ قاطعة، وتتبدَّى هذه النواحي في كلِّ فروع العِلم والبحث العلمي، وطرق التَّجرِبة، والملاحظة، والمقاييس التي أدخَلها العربُ إلى العالَم الأوروبي"، ولقد توصَّل العربُ إلى هذه المرحلة التَّجرِيبية التطبيقية من العلمِ ، بعد مرحلةٍ من النظر والتخيُّلِ، أو لعلهما مرحلتانِ متجاورتان متساوقتان، وبفضل هذا الخيال فتحت مغاليق العلوم والفنون...."
تلك بعض ظواهرِ الحضارة العربية، ومآثرها على حضارة الغرب، وبعض سماتها الذاتية التي تدلُّ على أنها حضارةٌ أثمرت، وما زالت تُثمِر أرقى ألوانِ الفكر البشري.

شهادة قانونية دامغة بشأن الاستيطان

للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وجهان: عسكري واستيطاني. وهما متكاملان، فالتجمعات الاستيطانية، بالإضافة إلى أنها مأهولة بالسكان، فهي ثكنات عسكرية، تضم جيشاً رديفاً للجيش النظامي.
ويسعى الاحتلال، عبر الاستيطان، إلى إرساء علاقة دائمة ووثيقة بين المستوطنين والأرض المصادرة التي يقيمون عليها، ويتمتعون بتسهيلاتٍ ترقى إلى إقامةٍ مجانية، يُعفى فيها المستوطنون من أثمان الماء والكهرباء والغاز، مع التمتع بإعفاءات ضريبية، ومِنح مالية "تعويضا عن الخطر"، على الرغم من أنهم هم من يشكلون خطراً على محيطهم، ابتداء من سطوهم المسلح على أراضي الآخرين، ومروراً بشقّ الطرق الخاصة بهم التي تقتطع مزيداً من أراضي الرازحين تحت الاحتلال، إلى التعدّيات شبه الدائمة على الأشخاص، بمن فيهم الأطفال، وعلى الأملاك، وخصوصا الأشجار والمزروعات المحيطة بهم.
أما الهدف الأبعد، فهو تغذية الوعي الإسرائيلي بأن "دولتهم" التي قامت على الاستيطان الزاحف في العام 1948 ما زالت تنمو، ويتواصل الاستيطان في دولةٍ بلا حدود نهائية حتى الآن، مع السعي الحثيث إلى جعل أي كيان فلسطيني مستقل مخترقاً ومُطوقاً بتجمعات المستوطنين ومدنهم، وحيث يحق لهؤلاء التسلح، والتجول بسلاحهم، علاوة على حماية الجيش ومواكبته لهم، فيما يُحظر على أصحاب الأرض امتلاك أي سلاحٍ دفاعي، حتى لو كان سلاحاً أبيضا.

أمام الجانب الفلسطيني فرصة لاستئناف "التفاوض"، ولكن ليس في غرفٍ مغلقة مع ممثلي الاحتلال، بل في منازلة قانونية، مسرحها أعلى هيئة قضائية دولية، وحيث يجزم أحد أركان هذه المحكمة، إلى وقت قريب، أن الجانب الفلسطيني "سينتصر في هذه المواجهة، وأن كل المحامين الذين سيجندهم الاحتلال لن يتمكّنوا من حمايته من المسؤولية الجنائية عن هذه الانتهاكات".

وبالنسبة لسلطات الاحتلال والأحزاب الدينية وغير الدينية المتطرفة، فإن الضفة الغربية التي يسمونها "يهودا والسامرة" هي أراضٍ يقيم فيها يهود يخضعون للقانون الإسرائيلي، وتتخلل تجمعاتهم مدنا وبلدات وقرى تخضع للسلطة الفلسطينية التي تنظم الحياة إدارياً، مع حق القوة المحتلة في استباحة أي مكانٍ تشاء، في الوقت الذي تشاء، لاعتقال من تريد، أو فض احتجاج جماهيري بالقوة النارية، ولا يحق للسلطة الفلسطينية حماية المحتجين.

وحين يتحدث في القدس، أمام طلبة جامعتها وهيئة التدريس فيها، رجل مثل المدعي العام السابق في المحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو، ويصف المستوطنات بأنها جريمة حرب، وانتهاك متواصل للقانون الدولي الذي يحظر نقل سكان من أماكن إقامتهم، وإحلال سكان تابعين للسلطة المحتلة محلهم، فإن حديث الرجل يملأ فراغا يتركه كبار الساسة في العالم، ومنهم الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الذي شهد بعض الوقائع في زيارته أخيرا، ولم يرها في الوقت ذاته، على الرغم من أن بلاده لا تسيغ أي شرعية على المستوطنات، لكنها تعتبرها أمراً واقعا غير قابل للمساس به، وإن كان قابلاً للحديث حوله في مفاوضاتٍ شبه مستحيلة، مع استمرار الغزو الاستيطاني، برعاية حثيثة وتامة من حكومة الاحتلال.

أحسن رجل القانون الأرجنتيني، أوكامبو، صنعاً بحديثه الشجاع والنزيه على مبعدة أمتار من "القدس العربية" المطوقة بمستوطنات كبيرة. وفي حديثه الذي نشرت وسائل الإعلام ملخصا له الأربعاء، 31 مايو/ أيار، ما يمكن استخلاص المفيد والواجب منه، لصوغ سيناريوهات المواجهة القانونية والسياسية، فقد أوضح الرجل الذي يتمتع بصيت قوي في مواجهة الفساد والعسكرة في بلاده، أن ملف الاستيطان في المحكمة الدولية يسير لصالح الجانب الفلسطيني الذي أحسن صُنعاً بالانضمام إلى الأمم المتحدة، وإلى عضوية المحكمة الجنائية الدولية، وكرّس صورة فلسطين دولة واقعة تحت الاحتلال. ولم يكتم المحامي الدولي الضليع وأستاذ القانون أن أي قرار سوف تصدره المحكمة الدولية سوف يدين قيادات إسرائيلية، وهو ما يفسر الإرباك الإسرائيلي الحالي.
ويُذكر هنا أن حكومة نتنياهو نشطت، في الآونة الأخيرة، في توجيه سفاراتها عبر العالم، لبث أطروحات دعائية، مفادها بأن الأرض الفلسطينية (تتم سرقتها في واضحة النهار) لم تكن يوما خاضعة لسيادة فلسطينية! وكأن هذه الأرض كانت خاضعةً يوماً لسيادة إسرائيلية، أو أن الانتداب البريطاني لم يكن يفرض وجوده على أرض فلسطين، أو أن أحداً في العالم يُسبغ شرعية على الاحتلال المتوحش الذي يجمع بين العسكرة والاستيطان البشري لوافدين قادمين من وراء البحار، كي ينتزع هؤلاء من أبناء البلاد أرضهم، ويهدّدوا حاضر الأجيال ومستقبلها.

المرحلة الحالية تشهد جهدا إسرائيلياً محموماً لدفن حل الدولتين، وتجويف دور السلطة الوطنية وسلبها أية ولاية على أرضها وشعبها، وإتمام تهويد القدس والسيطرة على الأماكن المقدسة فيها، والسعي إلى تجديد التطبيع العربي مع "الدولة" المحتلة، بهدف تطويق الكيان الفلسطيني الناشئ، وحرمانه من أي امتداد له في عمق محيطه القومي، وتأمين تسلل الدولة العبرية إلى العالم العربي تحت مزاعم سلمية خرقاء
أمام الجانب الفلسطيني فرصة لاستئناف "التفاوض"، ولكن ليس في غرفٍ مغلقة مع ممثلي الاحتلال، بل في منازلة قانونية، مسرحها أعلى هيئة قضائية دولية، وحيث يجزم أحد أركان هذه المحكمة، إلى وقت قريب، أن الجانب الفلسطيني "سينتصر في هذه المواجهة، وأن كل المحامين الذين سيجندهم الاحتلال لن يتمكّنوا من حمايته من المسؤولية الجنائية عن هذه الانتهاكات".

ليس معلوماً التسلسل الزمني لإجراءات المحكمة الدولية، غير أن هذا الملف يستحق أن يشكّل مادة للمواجهة السياسية في هذه الظروف، وحيث تقترب الذكرى الخمسون لوقوع الاحتلال الغاشم على قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس (إضافة إلى الجولان السوري). إنها مناسبة لإبراز الموقف القانوني والسياسي من الاستيطان على أوسع نطاق، وبمختلف أشكال التعبير ووسائطه، باعتبار الاستيطان من أشكال إرهاب الدولة المحتلة، ومن أعمال السطو المسلح التي تقوم بها الدولة العبرية، متحدّيةً كل الأعراف والمواثيق والقوانين، مع تحويلها أعمال اللصوصية المشينة هذه إلى مناسبات وأعياد واحتفالات وطنية، وحيث تهدّد هذه الأنشطة فرصة إقامة سلام عادل، ومن شأنها تأجيج الصراع وإدامته إلى عقود لاحقة، وبث ثقافة الكراهية والتحريض بأكثر مظاهرها عدوانية وصفاقة.

ولا تفوت بهذه المناسبة إشارة الرجل الأرجنتيني النزيه، أوكامبو، إلى أهمية تحرك المجتمع المدني الفلسطيني والمراكز القانونية في الجامعات، على جبهة مقارعة الاستيطان وكشف ما ينطوي عليه من تعدّيات جسيمة، وحيث يكاد يخفت صوت منظمات المجتمع المدني في هذا الخصوص، فيما لا تنشط الجامعات الفلسطينية والعربية، كما هو مأمول، لخوض هذه المواجهة المستحقة، بينما ترتفع أصوات جامعات أوروبية، وحتى أميركية، ضد إدمان القوة الإسرائيلية على تعدّياتها التي تتخذ طابعاً عنصرياً مكشوفاً، وفيما تتفق البشرية على أن العنصرية من أسوأ الآفات التي تستحق كشفها ومناهضتها بلا هوادة.
يبقى التأكيد، في خاتمة هذا العرض، على أن المرحلة الحالية تشهد جهدا إسرائيلياً محموماً لدفن حل الدولتين، وتجويف دور السلطة الوطنية وسلبها أية ولاية على أرضها وشعبها، وإتمام تهويد القدس والسيطرة على الأماكن المقدسة فيها، والسعي إلى تجديد التطبيع العربي مع "الدولة" المحتلة، بهدف تطويق الكيان الفلسطيني الناشئ، وحرمانه من أي امتداد له في عمق محيطه القومي، وتأمين تسلل الدولة العبرية إلى العالم العربي تحت مزاعم سلمية خرقاء.. بما يجعل المواجهة مع الاستيطان أمرا واجبا من أجل كسر الحلقة الأخطر في المشروع الصهيوني التوسّعي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العربي الجديد

سمعوا قصيدته فاحتشدوا على الحدود

كان يلقي أشعاره في مراسيم الشهداء ومناسبات حركة التحرر الكردستانية، تعرض للملاحقة  والاعتقال من قبل النظام البعثي 20 مرة، قاوم وناضل بشعره إلى أن فقد جزء من ذاكرته. حامد جاجان سلو المعروف بالأستاذ حامد الشاعر، تخرج من جامعة حلب كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية عام 1991 وانتسب إلى حركة التحرر الكردستانية في العام نفسه، وبالإضافة إلى إلقاء الأشعار كان يعمل في النضال التنظيمي في منطقة تربه سبيه.
تعرض حامد إلى الاستجواب من قبل النظام البعثي حوالي 20 مرة بسبب الأشعار التي كان يرددها، في وقت كانت القضية الكردية في روج آفا خط أحمر بالنسبة للنظام البعثي، حيث تم فصله من التدريس عدة مرات بسبب أشعاره عن حركة التحرر الكردستانية.
ومن أشهر قصائد حامد قصيدة (أم كينا أم آبوجينا) والتي رددها لأول مرة في تسعينات القرن الفائت خلال عزاء الشهيد أورهان في مدينة تربه سبيه، وقصيدة “شهيد نامرن” والتي ألقاها عام 1991 في مراسم الشهيد أمين حاجي عرب الاسم الحركي شهيد خبات، قصيدة “سرهلدان” والتي اصبحت أغنية لنوروز عام 1994 وقصيدة تركو.
وانتشرت أشعاره في أجزاء كردستان الأربعة، والشعب الكردستاني إلى اليوم يردد هذه الأشعار في مناسباته ومسيراته، والقليل من هم يعرفون كاتب هذه الكلمات فقصيدته المعروفة  “من نحن؟ نحن الابوجية (ام كينا ؟ ام ابوجينا) انتشرت بشكل واسع وسريع في كردستان، واليوم أصبحت شعاراً يرددها شعوب كردستان.
وبعد انتفاضة عام 2004 ومحاولة النظام البعثي النيل من الشعب الكردي وإمحاء تراثه وثقافته، أحرقت زوجة حامد كافة قصائده خوفاً من ممارسات النظام البعثي الجائرة بحق الشعب الكردي آنذاك.
وخلال زيارة وكالة أنباء هاوار له في بيته الجديد الذي أنتقل أليه حديثاً كانت صحته متدهورة، وعندما سألنا عن أشعاره قال لنا أن زوجته احرقتهم خوفاً عام 2004 بعد انتفاضة قامشلو لأن النظام كان يداهم البيوت آنذاك.
وأشار حامد، أنه وفي أحد المرات كان يلقي قصيدة وطنية باسم “تركو” في أحد الأعراس في القرية  المتاخمة للحدود التركية، وعلى الفور احتشد الجيش التركي على الحدود مباشرة.


الأحد، 23 يوليو 2017

معرض الخط العربي في بيروت "يكتب" حكايات عبر الزمن

"كي يبقى تراثنا وحضارتنا الشرقية الإسلامية راسخين في ذاكرة أبنائنا أنشأت هذه الدار وافتتحت ذلك المعرض".. بهذه العبارات يلخص صاحب "دار النمر" الثقافية في بيروت رامي النمر، هدفه من معرض "مِداد: فن الخط العربي في الحياة العامة والخاصة".

رجل الأعمال والمصرفي الفلسطيني المقيم في بيروت منذ ولادته، أتت عائلته إلى لبنان عقب الاحتلال الإسرائيلي لبلادهم، فورث شغفه بالثقافة والبحث عن الإرث التاريخي من عائلته التي أسست الدار.

سعى مشروع العائلة القادمة من مدينة نابلس الفلسطينية إلى الحفاظ على تراث المنطقة الثقافي وإرثها الحضاري بما يمثله من تعايش بين جميع الأديان والطوائف والمذاهب، وفق ما قال في حديثه مع "الأناضول".

واعتبر النمر، الخمسيني، أن إقامته معرضا متخصصا بالخط العربي يضم أقدم المخطوطات الشرقية (بدأ في شهر أبريل / نيسان 2017 وينتهي أكتوبر / تشرين الأول القادم)، جاء لاليوم أن تاريخ المنطقة أصبح في خطرٍ كبير.

مع العلم أن هذه المقتنيات شخصية اشتراها من مصادر ودول عدة.

وأضاف "كان لا بد من مشروع يعيد ولو شيئا من التألق الذي عرفه لبنان قبل الحرب، لبنان الثقافة وملجأ مهم للمثقفين والمناضلين والأكاديميين والفنانين من جميع أنحاء العالم".

عن المعرض الجديد الذي يعتبر جزءا من نشاطات الدار الذي يضم التراث الإسلامي الشرقي الثقافي في كافة المجالات قال النمر "أهم ما امتاز به العرب في عالم الفن عبر التاريخ كان الخط العربي، الذي بدأ من الخط السرياني وتطور تاريخيا".

وأضاف "يضم المعرض مخطوطات تعود إلى البدايات الأولى للخط العربي، وأقدم ما عندي يعود إلى القرن الثامن الميلادي".

ولفت إلى أن "أقدم خط عربي هو الحجازي، لكنه غير موجود في المجموعة المعروضة، كما توجد نماذج من الخطوط المكتوبة على الجلد ومن جميع المناطق العربية".

وفي هذا الصدد، أشار النمر إلى أن معرض "مِداد: فن الخط العربي في الحياة العامة والخاصة"، يضم نماذج من مراحل تطور الخط عبر الزمن من الجلد حتى الورقيات.

وعن هذه النماذج قال "لدينا الخط الكوفي والمدرسة الحديثة للخط الكوفي، كذلك الخط الريحاني والمملوكي، الثلث، ثم العثماني، ثم الفارسي، وهنالك المغولي الذي شاع في الهند والصين".

وأضاف "لدينا كذلك إنجيل مملوكي (الأناجيل الأربعة) مدون بالخط العربي، ولدينا كتب دينية مسيحية مكتوبة بالخط العربي، وهذه الكتب أنجزها حرفيون مسلمون ومسيحيون في مصر ولبنان وسوريا والعراق، وهي اللغة التي استخدمها المسيحيون في المنطقة على نطاق واسع في القرن التاسع للميلاد".

اللافت في هذا المعرض هو احتواؤه على مصحف نادر كتبه شاب إفريقي منذ عصر العبودية.

وعن هذا المصحف تحديدا شرح النمر قائلا "يعود تاريخ المصحف إلى العام 1740 وقد كتبه شاب إفريقي تم بيعه كعبد لأحد الأثرياء في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة".

وأضاف "استطاع الشاب الهرب، وذهب إلى ولاية بوسطن فتم اعتقاله، وفي فترة الاعتقال قام بكتابة المصحف ورسم صورته عليه (على أول الصفحة) بعد ذلك جاء اللورد سلون، واشترى الشاب ثم أرسله إلى إنجلترا واهتم به وكان المصحف في حوزته بجميع تنقلاته".

قصص كثيرة وتاريخ طويل تختبئ داخل هذا المعرض، فلكل مخطوطة حكاية وزمن، لكن أبرز ما يمكن استشفافه منه هو ذلك التعايش الروحي الديني المشترك، الذي كان سائدا في تلك العصور قبل أن يدخل الدمار الثقافي والحربي والبشري إلى بلاد الشرق، وفق رامي النمر.

أما الهدف الرئيسي من المعرض المجاني الذي يتيح لأي شخص دخوله والاطلاع على محتوياته ومقتنايته، فهو مخاطبة فئة الشباب تحديدا، وإظهار فلسفة الخط وجمالياته، كما يقول النمر.

ويشير إلى أنه نظم الكثير من المحاضرات واستضاف كبار الخطاطين في العالم، ونظم كذلك ورش عمل عن الخط العربي وفنونه للأطفال لترسيخ ذاكرتنا التاريخية الشرقية في عقولهم.

و"دار النمر" أسست في حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، من قبل عائلة النمر الفلسطينية الثرية.

وفي العام 2016 تم افتتاح المبنى الجديد في منطقة "كليمنصو" (وهي من أرقى شوارع العاصمة بيروت).

أما مجموعة مقتنيات النمر فتضم مجموعة للأعمال الفنية تغطي عشرة قرون من الزمن، وتأتي من مناطق تحمل إرث الثقافة الإسلامية أو تتفاعل معها، تم جمعها على مدى أكثر من أربعين عاما.

وتسلط المجموعة الضوء على التطور الغني والمعقد للتاريخ السياسي والاجتماعي للمنطقة وذلك من خلال الإنتاجات الثقافية والفنية لها.

السّورية فايا يونان.. تشدو للفرح والسلام على مسرح قرطاج بتونس

بصوتها "العذب" و"القوي" في الآن ذاته ترجمت الفنّانة السورية "فايا يونان" وجع العالم العربي وفرحه عبر أغانِ مؤثرة تفاعل معها جمهور مهرجان قرطاج الدّولي في سهرة السبت.
في بداية الحفل رحبت فايا بجمهورها بأسلوب خاص فألقت عليهم التحية التونسية "عسلامة" وخاطبتهم قائلة "أنا سعيدة بلقائكم اليوم.. أحمل لكم سلامًا حارًا من سوريا.. وسنغني الليلة لسوريا ولتونس".
ولم يخل عرض "فايا يونان" من "العفوية" التي بدت جليّة من خلال مزاحها مع جمهورها بين الأغنية والأخرى كأن تخاطبهم بكلمات تونسية، أو أن تتصرف على طبيعتها فوق الركح (خشبة المسرح).
فايا غنت فأطربت آلاف الحضور من خلال أغنيات ك "بيناتنا بحر" و"احكيلي عن بلدي" و"لي في حلب" و"نم يا حبيبي" و"زنوبيا" التي أهدتها لمدينة تدمر بعد ما عرفته من دمار جراء الحرب.
وغنت أيضًا أغنية "أحب البلاد"، للشاعر التونسي الصغير أولاد أحمد.
وفاجأت الفنانة السّورية الجمهور بإتقانها للأغنية التّونسية من خلال أغنية للفنان التونسي الهادي الجويني بعنوان "حبي يتبدل يتجدد" وأخرى للطفي بوشناق وعنوانها "ريتك ما نعرف وين".
مشوار فايا بدأ سنة 2014 مع أغنية مصورة لا تتجاوز مدتها 8 دقائق بعنوان "لبلادي" فاقت نسب مشاهدتها على موقع يوتيوب 4 ملايين متابع.
الفيديو تظهر فيه الأختان فايا وريحان لتلقيان فيه الضّوء على صور الدّمار والحرب في عدد من البلدان العربية بدءًا من سوريا فالعراق ولبنان وفلسطين، من خلال مزج متناغم بين الغناء والنص الذّي يصف حال البلدان العربيّة التي تعاني ويلات الحروب.
ومن العالم الافتراضي حيث عرفها جمهورها، بدأت شهرة فايا لتعتلي أهم المسارح ومنها مسرح قرطاج الأثري.
ولقّب البعض فايا بفيروز عصرها لعذوبة صوتها وأدائها، إلا أن الأخيرة رفضت مرارًا التشبه بذلك واعتبرت في تصريحات إعلامية سابقة لها أنّ "فيروز تبقى أيقونة الغناء العربي وخامة صوتية لن تتكرر أبدًا.. فهي مثل الحلم".
واختتمت فايا حفلها بنشيد "موطني" وبرسالة شكر لجمهورها ولإدارة مهرجان قرطاج فقالت "شرف كبير لي أن أغني اليوم على ركح مهرجان قرطاج.. أشكر الإدارة التي منحتني هذه الفرصة والشكر الأكبر لكم أنتم (الجمهور)".
وأبدت فايا خلال مؤتمر صحفي عقد قبل يوم من الحفل "تحمسها" لاعتلاء مسرح مهرجان عريق كمهرجان قرطاج الدّولي وأنه كان هدفًا لها تشتغل على تحقيقه وإنجاحه منذ فترة.
الحلبية فايا يونان درست علوم الاقتصاد وإدارة الأعمال بجامعة غلاسكو في بريطانيا، وعملت كناشطة في مجال حقوق الإنسان والمساعدة الاجتماعية عبر منظمة الصليب الأحمر بالسويد.
ويعد هذا الحفل هو الثالث لفايا يونان بتونس حيث سبقه عرض في مدينة بن قردان (جنوب)، وعرض آخر في قاعة "الكوليزي" بالعاصمة تونس.
وانطلقت الدّورة 53 لمهرجان قرطاج الدّولي الخميس 13 يوليو/تموز الجاري، وتستمر حتى 19 آب/أغسطس المقبل.

اكتشاف فسيفساء حرب طروادة في تركيا

عثر علماء آثار أتراك على لوحة فسيفسائية عمرها ألف و800 عام، تجسد مشهد التضحية بـ "إيفجينيا" ابنة الملك أغاممنون خلال حرب طروادة.
وجرى اكتشاف اللوحة خلال الحفريات في مدينة "بيرغة" الأثرية، بولاية أنطاليا جنوبي تركيا.
وقال رئيس فريق التنقيب في المدينة مصطفى دميرل، إنهم عثروا على العديد من القطع الأثرية مختلفة الأحجام خلال الحفريات.
وأوضح أن أكثر ما لفت انتباههم أرضية فسيفسائية يقدر عمرها بنحو 1800 عام، وتروي إحدى فصول حرب طروادة الشهيرة.
وحول تلك الحرب التي تشغل حيزا هاما في الأساطير اليونانية القديمة، قال دميرل إن حرب طروادة التي تناولتها ملحمة الإلياذة لهوميروس بدأت عام 1184 قبل الميلاد، مع اختطاف هلين زوجة ملك إسبارطة منيلاوس من قبل باريس ابن أحد ملوك طروادة.
وهكذا انطلقت حملة قادها أغاممنون ملك ميسينا، أخو منيلاوس، وتوقفت الرياح فجأة حين كانت السفن قد فتحت أشرعتها للتوجه نحو طروادة الساحلية، وعزا كاهن ذلك إلى غضب أرتميس أحد الآلهة، بسبب قيامه بقتل حيوان منذور لها، وفق الأساطير.
ولفت الكاهن إلى أن غضبها على أغاممنون لن يزول إلا بالتضحية بابنته إيفجينيا، وبينما همّ بذلك، ترسل أرتميس غزالا لتذبح عوضا عن الفتاة، في اللحظات الأخيرة، وتبدأ الرياح بالهبوب وتنطلق الجيوش اليونانية نحو مدينة طروادة.
وطروادة مدينة تاريخية قديمة تقع في منطقة الأناضول (تركيا)، ازدهرت في الألف الثالث قبل الميلاد، واشتهرت قصة حصان طروادة الخشبي الذي اختبأ داخله الجنود الإسبرطيون، وتسللوا ليلا لفتح أبواب المدينة أمام جيوش الملك منيلاوس، ملك إسبارطة بقيادة أخيه أغاممنون، الذي حاصر المدينة قرابة عشرة أعوام.

أعضاء في مجلس الشورى السعودي يطالبون بمنع تزويج الفتيات دون الـ15

طفلة تمثل دور زوجة قاصرة
تقدم خمسة أعضاء في مجلس الشورى السعودي بتوصية تطالب وزارة العدل بعدم السماح بتزويج الفتيات دون سن الـ15 إطلاقا، بحسب ما نقلت صحيفة عكاظ السعودية عن مصادر الأحد.
كما طالبت التوصية التي تقدم بها كل من الدكتورة موضي الخلف والدكتورة لطيفة الشعلان والدكتورة نورة المساعد والدكتور عيسى الغيث والدكتورة فوزية أبا الخيل بفرض ضوابط على عقود الزواج للفتيات دون سن الـ18 تتضمن موافقة الفتاة والأم، وتقريرا طبيا من لجنة مختصة لتأكيد أهلية الفتاة الجسدية والنفسية والاجتماعية للزواج، وألا يكون عمر الزوج أكثر من ضعف عمر الفتاة، وأن يعقد الزواج قاض مختص.
مبررات التوصية
وفي المبررات التي ساقها مقدمو التوصية، ذكروا أن تنظيم الزواج لا يدخل في الأمور العقدية أو التعبدية، بل هو من شؤون الحياة الخاضعة للمتغيرات، وأن أنظمة دول إسلامية عدة تحدد سن الزواج بسن معينة.
كما ذكروا مجموعة مبررات أخرى منها أن:
ـ الدراسات أثبتت أن الزواج المبكر له مضاعفات جسدية سلبية على صحة الفتيات، مثل ازدياد معدلات الإجهاض والولادات المبكرة، إضافة إلى ازدياد العمليات القيصرية بسبب تعسر الولادة في العمر المبكر، مع ارتفاع نسبة وفيات المواليد.
ـ الدراسات النفسية أثبتت أن زواج القاصرات يؤدي إلى ارتفاع المعاناة لاحقا من الاضطرابات النفسية، كالقلق والاكتئاب والوساوس والمخاوف الاجتماعية واضطرابات النوم ومشكلات التوافق الجنسي، وتمتد المضاعفات النفسية المختلفة إلى أطفال الأم القاصر نتيجة قصور النضج العقلي والاستعداد النفسي اللازمين للقيام بوظيفة الأمومة.
ـ النتائج التي يسببها زواج القاصرات تشكل عبئا على النظام الصحي ونظام الرعاية الاجتماعية في الدولة، بسبب ظهور المشكلات الجسدية والنفسية والاجتماعية، سواء على الأمهات أو مواليدهن.
ـ زواج القاصرات يتسبب بالتسرب من التعليم في مرحلة دراسية مبكرة، ما يمنع النساء من الارتقاء بأوضاعهن.
ـ تزويج الفتيات القاصرات مخالف للاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها المملكة.
وتنص الفقرة الثانية من المادة 16 في اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة الصادرة عام 1979 على أنه "لا يكون لخطوبة الطفل أو زواجه أثر قانوني، وتتخذ جميع الإجراءات الضرورية، بما فيها التشريع، لتحديد سن أدنى للزواج ولجعل تسجيل الزواج في سجل رسمي أمرا إلزاميا".
نقاش قديم
وكانت صحيفة الرياض السعودية قد كشفت عام 2014 أن وزارة العدل رفعت عام 2012 مشروعا لتقييد زواج الفتيات دون سن الـ15 عاما إلى الرئاسة العامة للبحوث والإفتاء، مطالبة بإصدار فتوى تقنن زواج القاصرات.
واقترحت الوزارة قصر زيجات من هن دون الـ15 عاما على محاكم مختصة، ومنع المأذونين من تولي ذلك إلا بموافقة خطية من قبل المحكمة المختصة.
كما حددت ضوابط لتزويج الفتيات دون سن الـ15 عاما منها إحضار تقرير طبي من لجنة مختصة يثبت اكتمال الصغيرة من الناحية الجسمية والعقلية، وعدم تشكيل الزواج خطرا عليها.
ولكن مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ قال للصحيفة إن زواج القاصرات دون سن الـ15 عاما "جائز ولا شيء فيه".

الجمعة، 21 يوليو 2017

عبدالمنعم إبراهيم.. شارلى شابلن العرب وسكر السينما المصرية

عبدالمنعم إبراهيم.. شارلى شابلن العرب وسكر السينما المصرية المنظار نقلا عن مبتدأ ننشر لكم عبدالمنعم إبراهيم.. شارلى شابلن العرب وسكر السينما المصرية، عبدالمنعم إبراهيم.. شارلى شابلن العرب وسكر السينما المصرية ننشر لكم زوارنا جديد الاخبار اليوم عبر موقعنا المنظار ونبدء مع الخبر الابرز، عبدالمنعم إبراهيم.. شارلى شابلن العرب وسكر السينما المصرية.
المنظار احتفى برنامج "8 الصبح"، المذاع على فضائية "dmc"، اليوم الجمعة، بالفنان الراحل عبدالمنعم إبراهيم، شارلى شابلن العرب، وسكر السينما المصرية.
لعب العديد من الأدوار الكوميدية فى السينما المصرية، إلا أنه اشتهر بدوره النسائى فى فيلم "سكر هانم"، بدور فتافيت السكر، وأبدع فى تقليد صوت الفنانة هند رستم من خلال دوره فى فيلم "إشاعة حب"، ولا يغيب فيلمه "سر طاقية الإخفاء" أبدًا عن ذاكرة الفن السابع، إضافة إلى العشرات من الأدوار المتميزة فى السينما.
ولم يقتصر إبداعه على الكوميديا والسينما، فلعب أدوارًا تراجيدية فى التلفزيون، منها مسلسلات "أولاد آدم"، و"زينب والعرش".
كما شارك فى العديد من الأعمال المسرحية، من بينها: "خمس نجوم، ومسمار جحا، وسكة السلامة، وحلاق بغداد، وست البنات، ومعروف الإسكافى".
رحل عبدالمنعم إبراهيم عن عالمنا فى 17 نوفمبر 1987، بعدما أثرى الفن المصرى بالعشرات من الأعمال المتميزة، والأدوار الثرية المركبة منها والبسيطة.
شكرا لكم لمتابعتنا ونعدكم دائما بتقديم كل ما هو افضل .. ونقل الاخبار من كافة المصادر الاخبارية وتسهيل قراءتها لكم . لا تنسوا عمل لايك لصفحتنا على الفيسبوك ومتابعة آخر الاخبار على تويتر . مع تحيات اسرة موقع المنظار . المنظار، عبدالمنعم إبراهيم.. شارلى شابلن العرب وسكر السينما المصرية، تابعونا علي مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بموقعنا ليصلكم جديد الاخبار دائمآ.

مهرجان سينمائي جديد يفتح باب الدعم للأفلام العربية


أعلن مهرجان (الجونة) السينمائي فتح باب التسجيل لتمويل مشاريع سينمائية عربية في مرحلة التطوير، كما أعلن عن إتاحة الفرصة للسينمائيين الشباب للانخراط في حلقات نقاش وورشات عمل وجلسات دراسية، ليكون همزة وصل بين السينمائيين العرب ونظرائهم الدوليين.
وأوضحت إدارة المهرجان أن الدورة الأولى لهذه المهرجان الدولي ستضم مبادرتين أساسيتين، وهما (جسر الجونة السينمائي) و(منطلق الجونة السينمائي) ضمن منصة الجونة السينمائية، ما سيجعل المهرجان ملتقى إبداعي واحترافي يهدف لدعم ورعاية المواهب السينمائية الواعدة من مصر والعالم العربي.
و(منطلق الجونة السينمائي) هو جزء من منصّة الجونة السينمائية، وسيقدم للمشاريع السينمائية الواعدة فرص فريدة لتقديم وعرض الأعمال المقدمة والمختارة منها على خبراء الصناعة للحصول على النصح والمشورة المتخصصة، ما يعود بالفائدة على صناع الأفلام، ويوفر لهم إمكانية تقويم ورفع مستوى أعمالهم إلى جانب إيجاد شراكات إنتاجية.
وستقوم لجنة الاختيار المكونة من خبراء في صناعة السينما، بمراجعة جميع المشاريع المقدمة، ليتم اختيار 12 مشروعاً من العالم العربي على أساس المحتوى، والرؤية الفنية، ومدى قابلية خطتها المالية على التنفيذ، وسيتم منح الفائز جائزة 20 ألف دولار، وسيكون باب التقديم متاحاً حتى مطلع آب/أغسطس المقبل.
وقال مدير المهرجان انتشال التميمي “إن منطلق الجونة السينمائي، من دون شك، هو العنصر الأبرز في منصة الجونة السينمائية، إذ لن تكتفي بإتاحة الفرصة للمنتجين العالميين بالإطلاع على الاتجاهات السائدة في السينما العربية المعاصرة، بل ستعرفهم أيضاً على كل ما هو جديد ومميز من مواهب محلية وإقليمية والتي ستستفيد بدورها من تواجد أولئك المنتجين”.
إلى ذلك، سينظم (جسر الجونة السينمائي) بشكل موازٍ، ليتيح فرصة للسينمائيين الشباب للانخراط في حلقات نقاش وورشات عمل وجلسات دراسية، كونه منصة للحوار، وهمزة وصل بين صناع الأفلام العربية ونظرائهم الدوليين بحضور أهم الخبراء في صناعة السينما.
سيُسمح لأصحاب المشاريع في مرحلة ما بعد الإنتاج للتقديم بهدف الحصول على فرصة المشاركة والاستفادة من ورشات ما بعد الإنتاج.
ويهدف المهرجان أن تحقق منصّة الجونة السينمائية تجربة فريدة لصناع الأفلام العربية لاكتساب الخبرة العملية ورفع مستوى صناعة السينما في المنطقة، على أن تكون المنصة مركزاً إبداعياً يدعم موجة جديدة من صناعة الأفلام لتصبح محوراً لترويج الفنون ودفع صناعة السينما إلى الأمام.
وستحمل الدورة الأولى لـ (مهرجان الجونة السينمائي) عنوان “سينما من أجل الإنسانية”، وستُقام بين 22 و29 أيلول/ سبتمبر المقبل، في منتجع (الجونة) على شاطئ البحر الأحمر في مصر، وهدفه المهرجان “الاحتفال بماضي وحاضر ومستقبل السينما”، و”الإسهام في تحقيق التكامل الثقافي الشامل في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباقي دول العالم” وفق اللجنة المنظمة للمهرجان.
ويدير المهرجان الخبير السينمائي انتشال التميمي، وهو بمبادرة من رجل الأعمال نجيب ساويرس والمنتجة بشرى رزة، والمنتج كمال زادة، وترعاه وزارة الثقافة المصرية، ويدعمه سميح ساويرس مؤسس مدينة الجونة.
وتشمل أقسام المهرجان أفلاماً داخل المسابقات الرسمية الثلاث (مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، مسابقة الأفلام القصيرة)، وبرنامجاَ رسمياً خارج المسابقة، إضافة إلى برامج خاصة، وسيتم إيلاء الأفلام ذات المنحى الإنساني اهتماماً خاصاً. بالإضافة إلى جوائز المسابقة سيقوم المهرجان بتكريم ثلاثة من رموز السينما في مصر والعالم العربي والعالم.
وبشكل موازٍ للعروض ستُنظّم “منصة الجونة السينمائية” وهي ملتقى إبداعي واحترافي مصمم من أجل تنمية ودعم المواهب الواعدة سينمائياً، والتي ستخلق فضاءً للقاء المخرجين والمنتجين والموزعين العرب والدوليين، وهدفها تعزيز فرص الشراكة الإنتاجية لتطوير السينما العربية، وستحتضن المنصة مبادرتين وهم منطلق الجونة السينمائي وجسر الجونة السينمائي. وسيتيح منطلق الجونة السينمائي المجال للمخرجين والمنتجين العرب ومشاريعهم السينمائية فرص فريدة للحصول على الدعم الفني أو المالي أو كليهما سواء كانت في “مرحلة التطوير” أو “مراحل ما بعد الإنتاج”، أما جسر الجونة السينمائي فسيكون منصة حوار بين مختلف الأصوات السينمائية الدولية وسيشكل همزة وصل بين صناع الأفلام العرب وبين نظرائهم الدوليين من خلال تنظيم حلقات نقاش، جلسات حوارية، ورش ومحاضرات أساتذة السينما بحضورهم صناع القرار والخبراء في صناعة السينما.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More