"كي يبقى تراثنا وحضارتنا الشرقية الإسلامية راسخين في ذاكرة أبنائنا أنشأت
هذه الدار وافتتحت ذلك المعرض".. بهذه العبارات يلخص صاحب "دار النمر"
الثقافية في بيروت رامي النمر، هدفه من معرض "مِداد: فن الخط العربي في
الحياة العامة والخاصة".
رجل الأعمال والمصرفي الفلسطيني المقيم في بيروت منذ ولادته، أتت عائلته إلى لبنان عقب الاحتلال الإسرائيلي لبلادهم، فورث شغفه بالثقافة والبحث عن الإرث التاريخي من عائلته التي أسست الدار.
سعى مشروع العائلة القادمة من مدينة نابلس الفلسطينية إلى الحفاظ على تراث المنطقة الثقافي وإرثها الحضاري بما يمثله من تعايش بين جميع الأديان والطوائف والمذاهب، وفق ما قال في حديثه مع "الأناضول".
واعتبر النمر، الخمسيني، أن إقامته معرضا متخصصا بالخط العربي يضم أقدم المخطوطات الشرقية (بدأ في شهر أبريل / نيسان 2017 وينتهي أكتوبر / تشرين الأول القادم)، جاء لاليوم أن تاريخ المنطقة أصبح في خطرٍ كبير.
مع العلم أن هذه المقتنيات شخصية اشتراها من مصادر ودول عدة.
وأضاف "كان لا بد من مشروع يعيد ولو شيئا من التألق الذي عرفه لبنان قبل الحرب، لبنان الثقافة وملجأ مهم للمثقفين والمناضلين والأكاديميين والفنانين من جميع أنحاء العالم".
عن المعرض الجديد الذي يعتبر جزءا من نشاطات الدار الذي يضم التراث الإسلامي الشرقي الثقافي في كافة المجالات قال النمر "أهم ما امتاز به العرب في عالم الفن عبر التاريخ كان الخط العربي، الذي بدأ من الخط السرياني وتطور تاريخيا".
وأضاف "يضم المعرض مخطوطات تعود إلى البدايات الأولى للخط العربي، وأقدم ما عندي يعود إلى القرن الثامن الميلادي".
ولفت إلى أن "أقدم خط عربي هو الحجازي، لكنه غير موجود في المجموعة المعروضة، كما توجد نماذج من الخطوط المكتوبة على الجلد ومن جميع المناطق العربية".
وفي هذا الصدد، أشار النمر إلى أن معرض "مِداد: فن الخط العربي في الحياة العامة والخاصة"، يضم نماذج من مراحل تطور الخط عبر الزمن من الجلد حتى الورقيات.
وعن هذه النماذج قال "لدينا الخط الكوفي والمدرسة الحديثة للخط الكوفي، كذلك الخط الريحاني والمملوكي، الثلث، ثم العثماني، ثم الفارسي، وهنالك المغولي الذي شاع في الهند والصين".
وأضاف "لدينا كذلك إنجيل مملوكي (الأناجيل الأربعة) مدون بالخط العربي، ولدينا كتب دينية مسيحية مكتوبة بالخط العربي، وهذه الكتب أنجزها حرفيون مسلمون ومسيحيون في مصر ولبنان وسوريا والعراق، وهي اللغة التي استخدمها المسيحيون في المنطقة على نطاق واسع في القرن التاسع للميلاد".
اللافت في هذا المعرض هو احتواؤه على مصحف نادر كتبه شاب إفريقي منذ عصر العبودية.
وعن هذا المصحف تحديدا شرح النمر قائلا "يعود تاريخ المصحف إلى العام 1740 وقد كتبه شاب إفريقي تم بيعه كعبد لأحد الأثرياء في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة".
وأضاف "استطاع الشاب الهرب، وذهب إلى ولاية بوسطن فتم اعتقاله، وفي فترة الاعتقال قام بكتابة المصحف ورسم صورته عليه (على أول الصفحة) بعد ذلك جاء اللورد سلون، واشترى الشاب ثم أرسله إلى إنجلترا واهتم به وكان المصحف في حوزته بجميع تنقلاته".
قصص كثيرة وتاريخ طويل تختبئ داخل هذا المعرض، فلكل مخطوطة حكاية وزمن، لكن أبرز ما يمكن استشفافه منه هو ذلك التعايش الروحي الديني المشترك، الذي كان سائدا في تلك العصور قبل أن يدخل الدمار الثقافي والحربي والبشري إلى بلاد الشرق، وفق رامي النمر.
أما الهدف الرئيسي من المعرض المجاني الذي يتيح لأي شخص دخوله والاطلاع على محتوياته ومقتنايته، فهو مخاطبة فئة الشباب تحديدا، وإظهار فلسفة الخط وجمالياته، كما يقول النمر.
ويشير إلى أنه نظم الكثير من المحاضرات واستضاف كبار الخطاطين في العالم، ونظم كذلك ورش عمل عن الخط العربي وفنونه للأطفال لترسيخ ذاكرتنا التاريخية الشرقية في عقولهم.
و"دار النمر" أسست في حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، من قبل عائلة النمر الفلسطينية الثرية.
وفي العام 2016 تم افتتاح المبنى الجديد في منطقة "كليمنصو" (وهي من أرقى شوارع العاصمة بيروت).
أما مجموعة مقتنيات النمر فتضم مجموعة للأعمال الفنية تغطي عشرة قرون من الزمن، وتأتي من مناطق تحمل إرث الثقافة الإسلامية أو تتفاعل معها، تم جمعها على مدى أكثر من أربعين عاما.
وتسلط المجموعة الضوء على التطور الغني والمعقد للتاريخ السياسي والاجتماعي للمنطقة وذلك من خلال الإنتاجات الثقافية والفنية لها.
رجل الأعمال والمصرفي الفلسطيني المقيم في بيروت منذ ولادته، أتت عائلته إلى لبنان عقب الاحتلال الإسرائيلي لبلادهم، فورث شغفه بالثقافة والبحث عن الإرث التاريخي من عائلته التي أسست الدار.
سعى مشروع العائلة القادمة من مدينة نابلس الفلسطينية إلى الحفاظ على تراث المنطقة الثقافي وإرثها الحضاري بما يمثله من تعايش بين جميع الأديان والطوائف والمذاهب، وفق ما قال في حديثه مع "الأناضول".
واعتبر النمر، الخمسيني، أن إقامته معرضا متخصصا بالخط العربي يضم أقدم المخطوطات الشرقية (بدأ في شهر أبريل / نيسان 2017 وينتهي أكتوبر / تشرين الأول القادم)، جاء لاليوم أن تاريخ المنطقة أصبح في خطرٍ كبير.
مع العلم أن هذه المقتنيات شخصية اشتراها من مصادر ودول عدة.
وأضاف "كان لا بد من مشروع يعيد ولو شيئا من التألق الذي عرفه لبنان قبل الحرب، لبنان الثقافة وملجأ مهم للمثقفين والمناضلين والأكاديميين والفنانين من جميع أنحاء العالم".
عن المعرض الجديد الذي يعتبر جزءا من نشاطات الدار الذي يضم التراث الإسلامي الشرقي الثقافي في كافة المجالات قال النمر "أهم ما امتاز به العرب في عالم الفن عبر التاريخ كان الخط العربي، الذي بدأ من الخط السرياني وتطور تاريخيا".
وأضاف "يضم المعرض مخطوطات تعود إلى البدايات الأولى للخط العربي، وأقدم ما عندي يعود إلى القرن الثامن الميلادي".
ولفت إلى أن "أقدم خط عربي هو الحجازي، لكنه غير موجود في المجموعة المعروضة، كما توجد نماذج من الخطوط المكتوبة على الجلد ومن جميع المناطق العربية".
وفي هذا الصدد، أشار النمر إلى أن معرض "مِداد: فن الخط العربي في الحياة العامة والخاصة"، يضم نماذج من مراحل تطور الخط عبر الزمن من الجلد حتى الورقيات.
وعن هذه النماذج قال "لدينا الخط الكوفي والمدرسة الحديثة للخط الكوفي، كذلك الخط الريحاني والمملوكي، الثلث، ثم العثماني، ثم الفارسي، وهنالك المغولي الذي شاع في الهند والصين".
وأضاف "لدينا كذلك إنجيل مملوكي (الأناجيل الأربعة) مدون بالخط العربي، ولدينا كتب دينية مسيحية مكتوبة بالخط العربي، وهذه الكتب أنجزها حرفيون مسلمون ومسيحيون في مصر ولبنان وسوريا والعراق، وهي اللغة التي استخدمها المسيحيون في المنطقة على نطاق واسع في القرن التاسع للميلاد".
اللافت في هذا المعرض هو احتواؤه على مصحف نادر كتبه شاب إفريقي منذ عصر العبودية.
وعن هذا المصحف تحديدا شرح النمر قائلا "يعود تاريخ المصحف إلى العام 1740 وقد كتبه شاب إفريقي تم بيعه كعبد لأحد الأثرياء في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة".
وأضاف "استطاع الشاب الهرب، وذهب إلى ولاية بوسطن فتم اعتقاله، وفي فترة الاعتقال قام بكتابة المصحف ورسم صورته عليه (على أول الصفحة) بعد ذلك جاء اللورد سلون، واشترى الشاب ثم أرسله إلى إنجلترا واهتم به وكان المصحف في حوزته بجميع تنقلاته".
قصص كثيرة وتاريخ طويل تختبئ داخل هذا المعرض، فلكل مخطوطة حكاية وزمن، لكن أبرز ما يمكن استشفافه منه هو ذلك التعايش الروحي الديني المشترك، الذي كان سائدا في تلك العصور قبل أن يدخل الدمار الثقافي والحربي والبشري إلى بلاد الشرق، وفق رامي النمر.
أما الهدف الرئيسي من المعرض المجاني الذي يتيح لأي شخص دخوله والاطلاع على محتوياته ومقتنايته، فهو مخاطبة فئة الشباب تحديدا، وإظهار فلسفة الخط وجمالياته، كما يقول النمر.
ويشير إلى أنه نظم الكثير من المحاضرات واستضاف كبار الخطاطين في العالم، ونظم كذلك ورش عمل عن الخط العربي وفنونه للأطفال لترسيخ ذاكرتنا التاريخية الشرقية في عقولهم.
و"دار النمر" أسست في حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، من قبل عائلة النمر الفلسطينية الثرية.
وفي العام 2016 تم افتتاح المبنى الجديد في منطقة "كليمنصو" (وهي من أرقى شوارع العاصمة بيروت).
أما مجموعة مقتنيات النمر فتضم مجموعة للأعمال الفنية تغطي عشرة قرون من الزمن، وتأتي من مناطق تحمل إرث الثقافة الإسلامية أو تتفاعل معها، تم جمعها على مدى أكثر من أربعين عاما.
وتسلط المجموعة الضوء على التطور الغني والمعقد للتاريخ السياسي والاجتماعي للمنطقة وذلك من خلال الإنتاجات الثقافية والفنية لها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق